14 يناير 2025
اليوم العالمي للعمل الإنساني.. رسالة شكر لمن نذروا أنفسهم لمساعدة الآخرين
تحت شعار " أبطال الحياة الحقيقيون" تحتفل دول العالم غدا الأربعاء الموافق للتاسع عشر من أغسطس من كل عام باليوم العالمي للعمل الإنساني، مستذكرة بإجلال العاملين بالمجال الإنساني الذين قتلوا أو جرحوا أثناء أداء أعمالهم، وموجهة رسالة شكر لكل الذين نذروا أنفسهم لمساعدة الآخرين في جميع أنحاء العالم، أينما كانوا وفي ظل أقسى الظروف. وسيكون الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني هذا العام هو الاحتفال السنوي الحادي عشر بهذه المناسبة، فقد تم اختيار التاسع عشر من أغسطس من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2009، ليكون يوما عالميا للعمل الإنساني، وتخليدا لذكرى من فقدوا أرواحهم خلال الهجوم الذي وقع بالتاريخ نفسه من عام 2003 على فندق (القناة) بالعاصمة العراقية بغداد ما أسفر عن مقتل اثنين وعشرين شخصا بينهم كبير موظفي الشؤون الإنسانية بالعراق، سيرجيو فييرا دي ميللو. وتركز فعاليات الاحتفال هذا العام على ما يدفع العاملين بالمجال الإنساني إلى مواصلة أعمالهم لحماية الأنفس على الرغم من الصراع وغياب الأمن وصعوبة الوصول إلى المحتاجين والمخاطر التي تعترضهم خلال التعامل مع تداعيات جائحة (كوفيد-19)، والتي تشكل أكبر التحديات التي تواجه العمليات الإنسانية بجميع أنحاء العالم خلال هذا العام. وتتضمن فعاليات الاحتفال، قصصا شخصية ملهمة لعاملين بالمجال الإنساني ممن يقدمون العلاج من جائحة (كوفيد-19) ويبذلون جهودا للوقاية منها، فضلا عن إتاحة الغذاء للضعفاء المحتاجين، وإتاحة أماكن مأمونة للنساء والفتيات أثناء فترة الإغلاق الاقتصادي، وتوفير خدمات الرعاية للأمهات والمواليد، وإدارة مخيمات اللاجئين في ظل هذه الجائحة. وهناك الكثير من الأسباب والأهداف التي تجعل العمل الإنساني أكثر أهمية من أي وقت مضى، إذ ينهض هذا العمل بمهمة حشد الدعم للأشخاص المتضررين من الأزمات عبر العالم، بما يتيح للأسرة الدولية القدرة على ضمان حماية ملايين المدنيين المحاصرين وسط المعارك والنزاعات حول العالم وتوفير احتياجاتهم الأساسية مثل الغذاء والمأوى والرعاية الصحية، بهدف إنقاذ الأرواح البشرية وتخفيف المعاناة الإنسانية والحفاظ على كرامة الإنسان. ولا تميز عمليات الإغاثة الإنسانية بين البشر من حيث الأوطان أو الجنس، أو اللون، أو الشكل أو المعتقد، بل هي موجهة للجميع،وتمد يد العون لهم لتساعد كل فقير ومحتاجٍ ومنكوب، ويسهم العمل الإنساني في إعادة بناء المجتمعات حيث توفر المساعدات الطارئة الإغاثة للضحايا غير القادرين على التعامل مع المحن والأزمات بمفردهم، وقد يعني ذلك المساعدة بإعادة بناء مجتمعاتهم وإعادة توطين اللاجئين، ويسعى العمل الإنساني إلى تشجيع الأطفال على الالتحاق بالمدارس، ويوفر لهم أيضا العناصر الغذائية الحيوية، مما يحسن قدرتهم على التفكير والتعلم، وهو ما يعني توفير حلول ونمو مستدام وطويل الأجل بدلا من الحلول المؤقتة للمشاكل والأزمات التي تواجههم وتواجه عائلاتهم . وتلتقي أهداف العمل الإنساني مع أحد أهداف الأمم المتحدة السبعة عشر للتنمية المستدامة، والمتمثلة في خلق عالم لا يتخلف فيه أحد عن الركب، ويمكن الجميع من العيش بكرامة، على أمل الوفاء بهذا الوعد العالمي الجماعي بحلول عام 2030، كما يساعد العمل الإنساني المتضررين والضحايا على التكيف مع أنماط الطقس المتغيرة خاصة وأن فصول الجفاف الذي طال أمده وعدم انتظام هطول الأمطار وتدهور الأراضي ببعض البلدان، أوجدت تحديات دفعت الناس إلى حافة الهاوية. وتساعد المنظمات الإنسانية حاليا ملايين الأشخاص على التكيف مع الأساليب والتقنيات الزراعية الجديدة للتخفيف من الآثار المدمرة للجفاف ومقاومة تغير المناخ بشكل أفضل. وتقول الأمم المتحدة إن حوالي 168 مليون شخص من جميع أنحاء العالم سيحتاجون إلى المساعدة الإنسانية والحماية خلال العام الجاري 2020، أي ما يمثل حوالي شخص واحد من بين كل 45 شخصا وهو أعلى رقم منذ عقود. ويفيد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، في تقريره السنوي لعام 2020، الذي يعطي لمحة عامة عن الأوضاع الإنسانية بالعالم، بأن توقعات الاتجاهات الحالية، تظهر أن أكثر من 200 مليون شخص قد يحتاجون إلى المساعدة بحلول عام 2022. ويذكر وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، "مارك لوكوك"، لحظة إطلاق التقرير في جنيف، أن الصدمات المناخية، وتفشي الأمراض المعدية، والنزاعات المتصاعدة، التي طال أمدها، أدت إلى زيادة الأشخاص المحتاجين عالميا بنحو 22 مليون شخص خلال العام الماضي، ووجه "لوكوك" نداء للمانحين، قائلا، إن الأمم المتحدة تعمل حاليا لمساعدة أكثر من مائة مليون من أضعف الناس، وقال إن العاملين بمجال الرعاية الصحية تعرضوا خلال الأشهر التسعة من العام الماضي إلى ما يقرب من 800 اعتداء، أودت بحياة 171 شخصا. وفيما تستمر الكوارث سواء كانت من صنع الإنسان أو بسبب الأخطار الطبيعية، في تدمير المجتمعات وتشريد العائلات وتعريض الأرواح للخطر بجميع أنحاء العالم، تتزايد أهمية عمليات الإغاثة الإنسانية، وإن كانت غير قادرة على وقف الكوارث لكنها قادرة على تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية لخلق حياة أفضل للضحايا، وبشكل يحدث فرقا بحياة عشرات الآلاف من المنكوبين والمتضررين، الذين يحمل كل واحد منهم آمالا وأحلاما وأماني، تماما مثل كل إنسان آخر يحيا على ظهر كوكب الأرض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكترونى

كل التعليقات

طلبات الخدمات
تواصل معنا
جميع الحقوق محفوظة لصالح سعادة نيوز© 2025
Powered by Saadaah Enterprises FZ LLE