هناك مدن ملونة كثيرة فى جميع أنحاء العالم بسحر بألوان قوس قزح، مثل المساكن الملونة فى جزيرة بروسيدا بإيطاليا وعلامات النيون فى طوكيو باليابان، ولكن هناك شيء ما حول اللون الأزرق يجعلنا نشعر أنه يجذبنا نحو عالم أكثر هدوءًا وعالم مليء بدفء أقل وسلام أكثر، إنها المدن الزرقاء فهى حقا مدن بلون السلام .
تحت شعار "مرحبًا بك فى Blue City of Rajasthan" تنطلق كافة الرحلات لمدينة جودوبور بالهند، والمعروفة بالمزارات التجارية فى المركزى الغربى، فيمكنك أن ترى النساء الجميلات يتجولن مرتديات السارى الهندى النابض بالحياة، وهناك فى أسواق التوابل، ستجد الخلفية المغسولة باللون الأزرق هى الطريق المثالى للحفاظ على الهدوء المستمر وسط صخب المدينة.
ومن أفضل المناظر الزرقاء قلعة "Mehnarangh"، تلك القلعة الموجودة بالحى القديم من قرب صحراء ثار، التى كان يسكنها البراهمة، وهم أعلى طبقة هندية، وكانوا يعشقون هذا اللون الأزرق النيلى، والذى سرعان ما انتشر فى هذه المنطقة حتى رمزًا للطبقة الاجتماعية المرتفعة.
سيدى بوسعيد، تونس
تقع هذه القرية المتواضعة بالقرب من تونس، وهى المدينة التى يكسوها اللون الأزرق والأبيض معا، وكلهما يمنحك السلام النفسى والهدوء، ولها مداخل دمشقية، مليئة بالأبواب والنوافذ الملونة باللون الأزرق وخليج تونس الشامل.
وتعود تسمية هذه المدينة بالمدينة الزرقاء، تيمنا بتلميذ أبو مدين الذى كان من سكان المنطقة المشهورين، وكان يعشق اللون الأزرق، والبعض يؤكد أن البارون رودولف دى إيرلانجر كان فنانًا فرنسيًا شغوفًا بالرسم، ويعيش أيضا فى هذه المدينة وكان وراء تحويل المدينة للوحة فنية متكاملة مستخدما اللون الأزرق
جوزكار ، إسبانيا
بالقرب من ملقة فى إسبانيا تجد قرية بـ"Smurf Village"، وهى اكثر المدن الزرقاء فى العالم إثارة للجدل حيث تغطى جدرانها الرسوم الكاريكاتورية الملونة بالأزرق.
هذه المدينة التى تحولت إلى اللون الأزرق لديها الجمال المتوسطى بلون البحر حين يقصدها المسافر خلال وجهت الإسبانية الشهيرة، وتعود قصة اللون الأزرق فيها الى ما أسموه "ثقافة البوب"، حيث يكمن ورائها سر تسمية المدينة الجميلة ذات اللون الأزرق، وهذه القرية اختيرت بالفعل لفيلم "The Smurf 3D"، وكانت هناك بعض المحاولات اختيارية من السكان لجعل البيوت بيضاء مرة أخرى، لكن الأغلبية منهم اختاروا طواعية إبقاء كل شيء أزرق.
شفشاون، المغرب
إن المغرب ملتفة بلون البحر المتوسط بشكل عام، لكن إذا سافرت إلى مدينة شفشاون الريفية، وهى موقع تراثى عالمى بارز يقصدون السياح دوما، لما فيه من سحر وجمال ورومانسية فوق المعتاد .
بنيت شفشاون الريفية فى عام 1471، وتنتشر بها الجدران الزرقاء والمصابيح المتلألئة بخلفية جبال الريف الأكثر روعة، ويرجع البعض القصة وراء اللون الأزرق فى هذه المدينة إلى اللاجئين اليهود الفارين من إسبانيا و محاكم التفتيش الإسبانية، الذين اصطحبوا هذه المصابيح والأبواب معهم حين لجأوا إلى واحة هذه المدينة، ومع وصولهم، وكان من ضمن تقاليديهم طلاء الجدران باللون الأزرق، حتى تحولت المدينة بالكامل الى اللون الأزرق لأول مرة بعد 22 عامًا من إنشائها عام 1471، مما جعلها ايقونة للجمال .
أويا باليونان
كان من الصعب اختيار مدينة زرقاء واحدة فقط فى اليونان، لأنها رائدة المدن الزرقاء منذ العصور القديمة، وحتى فى الاماكن التى لا يكسوها اللون الأزرق بشكل كامل ، تجدها محاطًة بدرجات اللون الأبيض التى تعزز المشاعر الإيجابية معه، و أطلق الناس على أويا أكثر مدينة رومانسية على الإطلاق، مما يجعلها مقصدا لقضاء شهر عسل خرافى.
وتعود القصة وراء اللون الأزرق فى أويا باليونان، انه فى معظم الوقت، هذه الألوان هى تكريم للعلم اليونانى، واستخدام الألوان الزرقاء كان أيضًا طريقة لمكافحة ارتفاع درجة الحرارة الهائلة نتيجة لسطوع أشعة الشمس فيها بشكل دائم، كما تم إنشاء المظهر العام لها عن طريق مزج عامل تنظيف للون الأزرق دون قصد حتى تحول لسمة عامة للمدينة.