في مصبغة "وانشو" وسط تايوان، يجري تنظيف الملابس المتسخة وإعادتها إلى أصحابها الشرعيين، باستثناء بعض الثياب التي نسيها أصحابها شاردي الذهن، فتلك كان ينتهي بها المطاف أخيراً معروضة على "انستغرام"، تزين أجساد اثنين من المسنين، وهما تشانغ وان جي وزوجته هسو شوإير، اللذين تمكنا من تحقيق شهرة عالمية من خلال إقامة عروض منسقة من مئات البلوزات والتنانير والسراويل المنسية في المصبغة.
تنقل صحيفة " نيويورك تايمز" عن حفيد الثنائي الذي خرج بالفكرة، ريف تشانغ، إنه شعر بالصدمة أن يهتم العديد من الأجانب بما يفعله الجدان. فهو كان يشعر بضجرهما بعد تباطؤ العمل في المصبغة، وأراد أن يجعل حياتهما أكثر إشراقاً.
وكان مفاجئاً أن يستقطب سلوك المسنين الشبابي المعجبين من تايوان والعالم، حيث حصد حسابهما على "انستغرام" 136 ألف متابع، منذ انطلاقته في 27 يونيو.
ويعتقد ريف تشانغ أن جديه يبدوان طبيعيين أمام الكاميرا، وهذا قد يكون سبب شهرتهما، فمن جهة تتميز جدته هسو البالغة 83 عاماً، بغطرسة عارضة أزياء على الرغم من احتفاظها بجو من المرح، فيما يمثل جده تشانغ البالغ 84 عاماً، الوداعة المثالية بتصرفه البارد الذي يتكامل مع ما تظهره الزوجة من سلوك متبجح.
ويعرض الزوجان الملابس في متجرهما الذي يوفر خلفية مكونة من ثياب مكدسة في حزم بلاستيكية أو معلقة على الرفوف. وهما يعملان في هذا المجال منذ أن كان الجد بعمر 14 عاماً، وقد تمكنا من بناء علاقات جيدة مع زبائن كثر، بعضهم لا يزالون يجلبون غسيلهم إلى المصبغة، على الرغم من انتقالهم من الحي.
يقول ريف تشانغ أن الأسابيع القليلة الماضية تميزت بأوقات خاصة بالنسبة لجديه اللذين يعملان وحدهما في المصبغة، فالزبائن كانوا يقضون وقتاً أطول في التحدث إليهما، كما شكلت الرسائل اللطيفة من أنحاء العالم مصدر فرح لهما.
وفيما لا يرغب الثنائي تحقيق الربح من ظهورهما على الإنترنت، قال تشانغ إنه سيسعد لو آتى المئات ممن نسوا ملابسهم من المصبغة ودفعوا فواتيرهم. وهذا ما حصل للمرة الأولى في غضون سبعة عقود في مصبغة "وانشو"، أخيراً، وفقاً لـ "نيويورك تايمز" التي أفادت عن عودة أحد الزبائن لأخذ ملابسه التي نسيها منذ أكثر من عام، ودفع فاتورته، بعد أن شاهد الزوجين على الأخبار.