أكد موقع مجلة «سبيس نيوز»، أن مهمة الإمارات التي أعلن عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بإرسال المستكشف الفضائي «راشد» إلى القمر، بحلول 2024، خطوة جديدة ومهمّة على مسار طموحات الدولة الفضائية، حيث ستتكفل بوضع عربة استكشاف صغيرة على سطح القمر، تحمل عدداً من الأجهزة العلمية، فيما يشير مسؤولون في وكالة الفضاء، أنها ستكمّل المهمات التي قامت بها الدول الأخرى للقمر.
وقال الدكتور حمد المرزوقي مدير مشروع الإمارات لاستكشاف القمر في مركز محمد بن راشد للفضاء، في حديث له مؤخراً: «نرغب أولاً بتطوير القدرات والتقنيات لدينا. إن كنا سنذهب إلى القمر، فلا بدّ أن نعمل على مشاريع علمية شيقة هنا».
أما المستكشف القمري، الذي يزن بحدود العشرة كيلوغرامات، سيحمل ثلاثة أجهزة علمية أساسية، أحدها سيكون الكاميرا المجهرية لتحليل جزيئات الحطام الصخري، التي تصل إلى 50 ميكرون، إضافة إلى كاميرا حرارية تستطلع الخصائص الحرارية للصخور، وتقدم «حقائق ميدانية» لعمليات استكشاف قامت بها مسبارات أخرى، وسيعمل جهاز الاستشعار على قياس كثافة الإلكترونات على سطح القمر.
وسيتم، بحسب المجلة، تحميل المستكشف راشد، جهاز استعراض التصاق المواد، الذي سيعاين كيفية التصاق الصخور القمرية بمختلف أنواع المواد، كما سيحمّل المستكشف بكاميرات عالية الدقة لأغراض علمية واستكشافية.
وقد حدد المشروع خمسة مواقع هبوط أولية، تقع كلها في مناطق دوائر العرض المتوسطة، التي لم يسبق لأي مهمة استكشافية أخرى زيارتها، وقد تم اختيار المواقع، بناءً على الأهداف العلمية، كما على المسار الذي يعتبر آمناً لمرور المستكشف.
وقد تم تصميم المستكشف إلى القمر، ليعمل على مدار أسبوعين قمريين، علماً بأن المرزوقي قد أشار إلى أن المستكشف سيوضع في حالة سبات أثناء الليل «ويحاول الاستيقاظ مجدداً في اليوم التالي».
وفي حين تعمل الإمارات على تطوير المستكشف، فإنها لن تطور المركبة الفضائية التي ستحمله إلى سطح القمر، وفق ما أكده عدنان الريس مدير «برنامج المريخ 2117»، في مركز محمد بن راشد للفضاء، الذي أشار إلى أن مبادرة استكشاف الفضاء عموماً، بما في ذلك المستكشف الإماراتي إلى القمر، ستعمل من خلالها الإمارات إلى التطلع إلى شركاء دوليين أو مزودين تجاريين، لحمل المركبة إلى القمر.
ولفت الريس إلى أن «البحث يتم في جميع الاحتمالات»، لتوصيل المستكشف إلى القمر، بما في ذلك الشراكات مع وكالات الفضاء الأخرى، أو شراء مساحة على مهمات مركبات فضاء تجارية إلى القمر.
وأضاف: «سنكون في الأشهر القليلة المقبلة، في موقع اختيار شريك يقوم بتأمين عملية الهبوط».
وستبرز كذلك فرص لوكالات الفضاء الدولية والمنظمات، للتعاون في ما يخص الحمولة العلمية، وسيكون ذلك على نسق مهمة الإمارات إلى المريخ، ومسبار الأمل، الذي حمل أجهزة تم تطويرها، بالتعاون مع عدد من الجامعات الأمريكية. وأشار الريس إلى أن المستكشف الإماراتي إلى القمر، سيعزز الخبرات التي طورتها الإمارات، ضمن مهمة مسبار الأمل، ومركبة الفضاء لاستكشاف الأرض، في مجال الهندسة وإدارة المشاريع والعمليات الفضائية.
وعلق الريس: «إننا نعوّل على تلك التجربة، التي طوّرناها على مدى الـ 14 عاماً الماضية».
وأكد الريس أن مهمة راشد، أقل من تكلفة مهمة مسبار الأمل، الذي يسير في طريقه اليوم إلى المريخ، بعد عملية إطلاق في يوليو الماضي، والتي قدّرت تكلفته بـ 200 مليون دولار. وأشار الريس أيضاً إلى أن المستكشف الإماراتي، قد يكون الأول ضمن سلسلة مهمات إلى القمر، تقوم بها الإمارات العربية المتحدة، ومركبات أخرى ستذهب إلى المناطق القطبية، التي تحظى بأهمية خاصة، نظراً لبقايا الجليد التي قد تكون باقية هناك.