أشارت الروايات التاريخية إلى إن أول مائدة رحمن فى التاريخ، أقامها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، للقادمين من الطائف، الذين أعلنوا إسلامهم، وظل النبي يرسل لهم الإفطار والسحور مع بلال بن رباح طوال الشهر. ومن بعد الرسول، حرص عمر بن الخطاب على إقامة دار للضيافة ليفطر فيها الصائمون والفقراء والمساكين طوال شهر رمضان.
فيما تقول بعض الروايات التاريخية إن أول مائدة رحمن ظهرت فى عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد، الذى كان يقيم موائد الرحمن بحديقة قصره، وكان يتنكر ليجوب بين الموائد ليسأل الصائمين، عن رأيهم فى الطعام ليعرف ردودهم دون مبالغة أو مجاملة لشخصه.
وتقول رواية ثالثة إن أول من أقام مائدة في شهر رمضان هو الخليفة العزيز بالله الفاطمي، وأقامها ليفطر منها أهل جامع عمرو بن العاص، حيث اعتاد على إخراج 1100 قدر يومياً من مطبخ قصره يحتوي على أنواع الطعام، ثم توزع الهدايا على الفقراء، وعند موعد السحور تقام مائدة أخرى نفس مائدة الإفطار للفقراء والمساكين .
وأشار البعض إلى أن أحمد بن طولون أول من أقام مائدة رحمن، في شهر رمضان، حيث كان يحرص على جمع كبار التجار والأعيان في أول يوم من شهر رمضان على الإفطار، ليلقي عليهم خطبة يذكر لهم فيها، أن الغرض من المائدة هو الإحسان للفقراء والمساكين مع ضرورة أن يفتحوا منازلهم ليمدوا موائدهم للمحتاجين، كما أمر بأن تظل مائدة الرحمن طوال شهر رمضان.