19 مايو 2025
سلالة بشرية نادرة في قلب الصحراء الليبية تعود لما قبل 50 ألف عام.. ما القصة؟

أظهرت دراسة علمية حديثة نتائج هامة تسهم في إعادة تقييم فهمنا للتاريخ البشري في شمال إفريقيا، مشيرة إلى أن الصحراء الكبرى لم تكن دائمًا كما هي عليه اليوم.

فقد كانت الصحراء الكبرى في العصور القديمة منطقة غنية بالمياه والغابات، ما جعلها بيئة مثالية للاستقرار البشري وتربية الحيوانات، ويعد هذا الاكتشاف العلمي خطوة كبيرة في دراسة المناخ القديم وتأثيراته على المجتمعات البشرية الأولى.

أجرت الدراسة، التي قادها فريق بحثي من معهد ماكس بلانك الألماني بالتعاون مع جامعتي فلورنسا وروما سابينزا الإيطاليتين، تحليلاً للحمض النووي لرفات امرأتين عُثر عليهما في ملجأ "تاركوري" الصخري الواقع في قلب الصحراء الليبية.

تعود هذه الرفات إلى فترة تُسمى "العصر الرطب الإفريقي" أو "الصحراء الخضراء"، وهي حقبة امتدت بين 14,500 و5,000 سنة مضت، عندما كانت المنطقة مغطاة بالسافانا والنباتات.

وتكمن أهمية هذا الاكتشاف في التحليلات الجينية التي أظهرت سلالة بشرية غير معروفة من قبل في شمال إفريقيا، ويعود انفصالها الجيني عن سلالات جنوب الصحراء الكبرى إلى أكثر من 50 ألف عام.

تتناقض هذه النتائج مع النظريات السابقة التي افترضت وجود تبادل جيني بين شمال وجنوب الصحراء في تلك الفترات، مما يعكس الطبيعة المعزولة جينيًا التي كانت تميز سكان شمال القارة.

وأظهرت الدراسة أن سكان شمال إفريقيا في تلك العصور كانوا يحملون نسبًا أقل من جينات إنسان نياندرتال مقارنةً بشعوب خارج القارة، في حين كانت هذه النسبة أعلى مقارنةً بسكان جنوب الصحراء، مما يشير إلى وجود تواصل جيني محدود مع مجموعات بشرية من مناطق أخرى.

كما كشفت الدراسة عن ارتباط وثيق بين السلالة التي تنتمي إليها المرأتان المدفونتان في "تاركوري" وسكان كهف تافوغالت في المغرب، الذين عاشوا قبل نحو 15 ألف سنة ضمن الحضارة الإيبروموريسية، التي سبقت فترة "الصحراء الخضراء".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكترونى

كل التعليقات

طلبات الخدمات
تواصل معنا
جميع الحقوق محفوظة لصالح سعادة نيوز© 2025
Powered by Saadaah Enterprises FZ LLE