تحوّل مشروع بيئي فني في جنوب أفريقيا إلى نموذج مبتكر يجمع بين الإبداع وحماية الطبيعة، حيث استطاع فنانون محليون إنتاج أعمال فنية معاصرة باستخدام مواد مهملة جُمعت من نهر جوكسكي، في خطوة تهدف إلى لفت الأنظار إلى خطورة التلوث وأهمية إعادة الاستخدام.
فقد نجح 13 فناناً من المنطقة في تحويل ما كان يُلقى في النهر من إطارات تالفة وجذوع أشجار ومواد مهملة إلى مجسّمات ومنحوتات، ضمن مبادرة تستهدف إعادة تأهيل أحد أكثر الأنهار تعرضاً للتلوث في البلاد، ويسعى المشاركون من خلال هذه التجربة إلى تعزيز وعي المجتمع المحلي بالقيمة البيئية لعمليات التدوير ودور الفن في إيصال الرسائل المؤثرة.
وتكشف الأعمال المعروضة ضمن مبادرة "نهر جوكسكي" عن كيفية تحويل النفايات التي تُجمع من ضفاف النهر ومن خلال شبكات التصفية في مجرى المياه إلى قطع فنية تعبّر عن أفكار تولد لحظة العثور على المواد، بينما تُحتفظ أجزاء أخرى لاستخدامها لاحقاً في أعمال تتطلب تخطيطاً أطول، ويشارك متطوعون من مجموعات التنظيف المحلية في توفير المواد اللازمة للفنانين والحفاظ على نظافة المجرى المائي.
وساهمت المبادرة في تحويل النهر إلى نقطة جذب للزوار، بعدما تحولت المخلفات إلى أعمال فنية تُعرض في محيطه، كما أتاحت للفنانين فرصة جديدة للتعبير واستخدام مواد غير تقليدية تمنحهم مساحة أوسع للابتكار.
ويؤكد القائمون على المشروع أن التحسن البيئي بدأ يظهر بالفعل، إذ لوحظ عودة سرطان البحر إلى المياه، بما يشير إلى ارتفاع جودة النهر، كما تراجعت الفيضانات التي كانت تتسبب فيها جذوع الأشجار ونفايات البناء المتراكمة.
ويعد التلوث والإغراق العشوائي من أبرز الأسباب التي أسهمت في تدهور نهر جوكسكي في السابق، ومع تكثيف جهود التنظيف خلال مواسم الأمطار، بات تدفق المياه أكثر انسيابية، خاصة بعد إزالة الأخشاب الكبيرة التي كانت تسبب انسدادات تؤدي إلى فيضانات متكررة.