لم تمنع جائحة كورونا المهرجان الوطني لفن العيطة في المغرب، من تجديد اللقاء مع عشاق هذا الفن التراثي، لكن نسخة هذه السنة، وعلى غرار مجموعة من التظاهرات الثقافية، نظمت في صيغة افتراضية.
عانى فن العيطة لعقود طويلة من التهميش والاقصاء لارتباطه بالعمق البدوي، فظلت العيطة على الهامش، فيما انصب الاهتمام على فنون أخرى نشأت في كبريات الحواضر، كفن الملحون والطرب الأندلسي.
وتشير العيطة في العامية المغربية إلى النداء أو الاستغاثة بصوت عال، حيث تقوم القصائد الشعرية لهذا الفن على استنجاد السلف والتبرك به وزرع الهمم في نفوس المستمعين.
وفي تعريف يتضمنه كتاب "غناء العيطة الشعر الشفوي والموسيقى التقليدية في المغرب"، يرد أن فن العيطة هو "ذلك النفس الساخن الصاعد من الدواخل، عبر الأصوات البشرية والإيقاعات والألحان الآسرة، هو الذي أسعف على ميلاد شعر شفوي ظل يخرج من الجراح الفردية والجماعية مثل النزف الدافئ، ويلتصق بذوات وبمصائر الفلاحين والمزارعين والرعاة، والقرويين عموماً، المنحدرين من ذاكرة عميقة ومن سلالات عربية لها تاريخ بعيد".
وتختلف أنواع العيطة باختلاف السهول الوسطى للساحل الأطلسي بالمغرب "الشاوية ودكالة عبدة " مروراً ببعض المناطق المجاورة كالحوز وزعير وصولا إلى الغرب.