قدمت الدكتورة ميادة عكاوي، المتخصصة في التفسير وعلوم القرآن، اليوم، حلقتها الـ16 الرمضانية عبر منصة أخبار سعادة، بعنوان "أسماء سور القرآن" لمعرفة أسماء سور القرآن الكريم ومناسبتها وأسرارها، في شهر رمضان المبارك.
وتناولت "عكاوي" سورة العنكبوت هي السورة التاسعة والعشرون في ترتيب المصحف، أثبتت القوة ونفت الضعف، ومثلته ببيت العنكبوت الذي سميت به، افتتحت بالحروف المقطعة والتنبيه على الثبات، وختمت بالتأكيد على الاهتداء، وسرها - والله أعلم - في"الإيمان". واسترشدت بقول البقاعي: "مقصودها الحث على الاجتهاد ".
وتابعت: تأملوا معي هذه السورة البليغة وبراعة معانيها العميقة في حقيقة الإيمان، وكيف بينت أن الإيمان الحقيقي يكون بالصبر على الفتن والابتلاءات، والثبات على الحق والقيام بالتكاليف والعبادات؛ لتعلمنا أن الابتلاء من سنن الله في هذه الحياة، تعرض له السابقون، فلولاه لما تميز الخبيث من الطيب، ولعلنا نلمح في تسمية السورة بالعنكبوت لطيفة دقيقة، ذلك أنه مثل ضربه الله للناس ليعتبروا من بيت العنكبوت فلا يتخذوا من دون الله أولياء.
وزادت بقول السعدي: "العنكبوت من الحيوانات الضعيفة، وبيتها من أضعف البيوت، فما ازدادت باتخاذه إلا ضعفاً، كذلك هؤلاء الذين يتخذون من دونه أولياء، فقراء عاجزون من جميع الوجوه، وحين اتخذوا الأولياء من دونه يتعززون بهم ويستنصرونهم، ازدادوا ضعفاً إلى ضعفهم، ووهنا إلى وهنهم"، وأثّني على قوله بحكمة بليغة في ذكر بيت العنكبوت وكيف أنه أوهن البيوت؛ فهو بيت عارٍ لا فيه سقف ولا جدران ولا أبواب وإنما خيوط واهية ضعيفة لا تثبت أمام الريح ولا تستر من فيها، وكذلك من ترك التوكل على الله والإيمان به والتجأ إلى غيره، فالحذر الحذر من الوقوع في الشكوك والظنون والضعف والوهن، ولْيكن المؤمن قوياً واثقاً بأن الأرزاق والآجال والنفع والضر بيد الله وحده، فلا يتخذ من دونه ولياً ليحتمي به فيذله ويهينه، فيكون كمن اتخذ بيتاً كبيت العنكبوت.