6 ديسمبر 2024
الحلقة الـ17 من "أسماء سور القرآن".. "يس" سورة ختمت باستفهام تقريري لمنكري البعث

قدمت الدكتورة ميادة عكاوي، المتخصصة في التفسير وعلوم القرآن، اليوم، حلقتها الـ17 الرمضانية عبر منصة أخبار سعادة، بعنوان "أسماء سور القرآن" لمعرفة أسماء سور القرآن الكريم ومناسبتها وأسرارها، في شهر رمضان المبارك.

وقالت "عكاوي" إن سورة يس هي السورة السادسة والثلاثون في ترتيب المصحف، اسمها يس ومفتاحها يس، افتتحت بالقسم وختمت باستفهام تقريري لمنكري البعث، أجابه الله بسرِّه المُقدس بأمره "كن فيكون".

وتابعت "عكاوي" بقول البقاعي: "مقصودها إثبات الرسالة التي هي روح الوجود"، ويقول ابن عاشور:"قامت السورة على تقرير أمهات أصول الدين على أبلغ وجه وأتمه من إثبات الرسالة، ومعجزة القرآن، وما يعتبر في صفات الأنبياء وإثبات القدر، وعلم الله، الحشر، والتوحيد، وشكر المنعم، وهذه أصول الطاعة بالاعتقاد والعمل، ومنها تتفرع الشريعة، وإثبات الجزاء على الخير والشر مع إدماج الأدلة من الآفاق والأنفس بتفنن عجيب، فكانت هذه السورة جديرة بأن تسمى"قلب القرآن" لأن من تقاسيمها تتشعب شرايين القرآن كله".

وأضافت "عكاوي" أن لدى إطلاعها على عدد من التفاسير وجدت لسورة يس فضائل كثيرة بمجموعها تشير إلى سر فيها، تشوقت كثيراً لمعرفة شرف هذه السورة، فتأملت المناسبة بين بدايتها ونهايتها وموضوعها فوجدت عجباً، لأن بدايتها بالحروف المقطعة "يس" ويتبعها قسم جليل، يقسم الله عز وجل بالقرآن الحكيم على أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من المرسلين، فيا لها من هيبة استهلت بها السورة، ثم جاءت البراهين متتالية في موضوعات السورة لتثبت كمال قدرة الله تعالى في الخلق والتدبير والإحكام، فكيف لا يقدر الله سبحانه على إعادة خلق الإنسان الذي لا يقارن بعظمة خلق السموات والأرض! لتختتم السورة باستفهام تقريري لمنكري البعث والنشور، فلا يمكن أن تكون الإجابة إلا بالإقرار بصيغة "بلا وهو الخلاّق" أجابها الله عز وجل عنهم - و لصيغة التضعيف "خلاّق" دلالة بليغة أي أن قدرته على الخلق كبيرة -؛ لتعليمهم إجلال الله والاعتراف بقدرته.

وتابعت: تأملوا معي بلاغة الآيات:"﴿أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ﴾﴿إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾﴿فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾[يس:81-83]، وفي هذه الخاتمة سر عجيب وكنز عظيم وبشرى لكل من له حاجة ليطلبها من الله عز وجل الذي بيده ملكوت كل شيء؛ لأنه إذا أراد شيئاً قال له كن فيكون، فيالها من سورة و يا لها من خاتمة، اللهم اقض حوائجنا جميعاً وقل لها كن فتكون، سبحانك يا من بيدك ملكوت كل شيء وإليه ترجعون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكترونى

كل التعليقات

طلبات الخدمات
تواصل معنا
جميع الحقوق محفوظة لصالح سعادة نيوز© 2024
Powered by Saadaah Enterprises FZ LLE