قدمت الدكتورة ميادة عكاوي، المتخصصة في التفسير وعلوم القرآن، اليوم، حلقتها الـ26 الرمضانية عبر منصة أخبار سعادة، بعنوان "أسماء سور القرآن" لمعرفة أسماء سور القرآن الكريم ومناسبتها وأسرارها، في شهر رمضان المبارك.
وتناولت "عكاوي" سورة القدر وهي السورة السابعة والتسعون في ترتيب المصحف، اسمها القدر وفيها ليلة القدر والوصل والعفو والفيض الإلهي، مفتاحها شرف، وختامها سلام، وسرها -والله أعلم- في معجزة القرآن الخالدة.
واسترشدت بقول سيد طنطاوي: من أهم مقاصدها التنويه بشأن القرآن، والإعلاء من قدره، والرد على من زعم أنه أساطير الأولين، وبيان فضل الليلة التي نزل فيها، وتحريض المسلمين على إحيائها بالعبادة والطاعة لله رب العالمين. وتساءلت ما سر سورة القدر، متابعة: كلنا يعلم أنها سميت نسبة لليلة القدر التي تكون في رمضان في العشر الأواخر، وهي ليلة مهيبة شريفة مقدسة، تُفتح لها أبواب السماء وتتنزل فيها الملائكة وروح القدس وتُقدر فيها أمور السنة وتُجاب فيها الدعوات، ليلة عظيمة القدر عند الله، عظيمة القدر للطاعات جعلها الله خير من ألف شهر، تفيض بالعفو الإلهي والعتق من النار، فما سر هذا الاحتفال المهيب ؟! لتجيب السورة بقوله سبحانه: { إنا أنزلنه في ليلة القدر} نسب الله عز وجل إنزال القرآن فيها لذاته المقدسة على قلب الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، فكان نزولاً رفيع القدر والمقام، وتأت دلالة القدر في هذه السورة لتشير إلى معنى بليغ، فهو لغة إما من التقدير فبها تقدر الأمور ﴿تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ﴾.
وتابعت: وإما من علو الشأن والمكانة فتشير إلى علو شأن القرآن العظيم وقدره عند الله، فهي ليلة القدر كله تشرفت بنزول القرآن الذي تعاظم لقدره كل شيء، نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فكان سيد ولد آدم وخاتم النبيين، ونزل في ليلة القدر فتشرفت به عن سائر الليالي وتعاظم الأجر فيها لتكون خير من ألف شهر، ونزل في شهر رمضان ليكون خير الشهور، ويُحتفل بنزوله كل عام احتفالاً رفيع المستوى تفتح له أبواب السماء وتتنزل الملائكة والروح فيها وتسلم على المؤمنين وتدعو لهم بالمغفرة والعفو وفيها العطاء والسخاء والفيض والكرم الإلهي، أفلا يفطن الإنسان لسر احتفاء الكون الباهر بالقرآن كل عام وقد أُنزِل من مئات السنين وانقطع وحي السماء بوفاة آخر الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم! فما هذه إلا كرامة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وتخليداً لكتابه فمعجزة القرآن خالدة ، وعلامة خلودها – والله أعلم- ليلة القدر التي تتنزل فيها الملائكة وجبريل عليه السلام كل عام في نفس الوقت الذي نزل فيه على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ليقف الكون شاهداً على رسالة آخر النبيين مخبتين منيبين، راجين العفو والكرامة والخلود.
وواصلت: وفيها حكمة بليغة للتمسك بالقرآن والتبحر به، فالماهر في القرآن مع السفرة الكرام، وأهل القرآن هم أهل الله وخاصته، فيا له من مقام رفيع وقدر، و يا لها من ليلة قدر، رزقني الله وإياكم شرفها وقدرها ونورها وبركتها ورزقها وعتقها، وبلغنا مقامها وسلامها.