قدمت الدكتورة ميادة عكاوي، المتخصصة في التفسير وعلوم القرآن، اليوم، حلقتها الـ29 الرمضانية عبر منصة أخبار سعادة، بعنوان "أسماء سور القرآن" لمعرفة أسماء سور القرآن الكريم ومناسبتها وأسرارها، في شهر رمضان المبارك.
وتناولت "عكاوي" سورة الفلق وهي السورة المائة والثالثة عشرة في ترتيب المصحف، اسمها الفلق وفيها آيات لم يُر مثلهن قط، مفتاحاها أمر بالتعوذ برب الفلق، وختامها يقين بفك السحر والحسد وكل الضرر، وسرها -والله أعلم- "فتح ما انغلق".
واسترشدت "عكاوي" بقول البقاعي: "مقصودها الاعتصام من شر كل ما انفلق عنه الخلق"، ويقول دروزة: "في السورة تعليم رباني بالاستعاذة بالله من أسباب المخاوف والهواجس في معرض تدعيم وحدة الله، ونبذ ما سواه"، وقال صلى الله عليه وسلم: "اقرأْ المعوذتينِ، فإنَّك لن تقرأَ بمثْلِهما"، وقال: "ما سأَلَ سائلٌ بمثْلِهما، ولا استعاذَ مُستعيذٌ بمِثْلِهما"، والمعوذتين هما سورة الفلق وسورة الناس، وفي هذه السورة أمرنا الله بالتعوذ برب الفلق تأكيداً للقدرة الإلهية على خلقه وإبداعه.
ولذلك تشوقت "عكاوي" لمعرفة سر الفلق الخارق الذي سميت به السورة، لتقف وجلة خاشعة أمام اللطائف الدقيقة للقرآن العظيم وأسراره العجيبة، فالفلق له دلالة بليغة على كمال قدرة الله وحمايته توجب اللجوء إليه والاستعاذة به من كل الشرور والمخاوف وتنقية القلب من كل شوائب الاعتقاد، يأت الفلق بمعنى الصبح والنور الذي ينجلي عنه الليل والظلام، كالفرج يأت بعد كل شدة وضرر سواء كانت ظلام الليل الذي تنتشر فيه الهوام والمجرمين، أو سحر النفاثات في العقد، أو حسد الحاسدين، فأمرنا سبحانه عندما يشتد بنا الظلام والضرر أن نستعيذ برب الفلق لأنه قادر على أن يفلق كل شدة، ويفك كل عقدة يقيناً، فيا من آمنت وشاهدت عياناً هذا الليل البهيم والظلام الكالح انفلق بالصبح والنور بقدرة الله فثق يقيناً بأن الله قادرٌ على أن يفلق كل ظلمة اشتدت بك، فلا يضرك شيء ولا تُضامّ وأنت في حماية الله وسلطانه؛ لأن كل ما تخافه خلقه الله وهو في ملك الله وسلطانه، فاستعذ برب الفلق فلا يأت بالصبح ويفلق الظلام إلا الله.
وتابعت: هذه السورة جمعت كل ما تخافه فقل بيقين يملأ نوره قلبك: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾﴿مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ﴾﴿وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ﴾﴿وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ﴾﴿وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾، اللهم يا ربنا ورب الفلق نعوذ بك ونسألك بسر سورة الفلق أن تفتح لنا ما انغلق.