كتبت - نرمين عصام الدين:
لوحة فنية عريقة تجمع بين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه- وأبنائه الـ19 على طاولة واحدة، يضمهم أروقة مبنى تاريخي عريق، تخطف الناظرين إليها وزائري معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2024، بل يقفون أمامها للحظات طويلة، متأملين تفاصيلها الممتدة، لقراءة مفاهيم ومشاعر تلك اللوحة التي تجمع الماضي والحاضر، ليحضر في ذهنك أشهر أقوال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الرائدة "من ليس له ماضي، ليس له حاضر ولا مستقبل".
وكشفت الفنانة التشكيلية ومهندسة الطيران الإماراتية مريم الحوسني في تصريحات خاصة لـ"أخبار سعادة"، تفاصيل مشاركتها في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2024 بعمل فني واحد فقط، للسنة الرابعة على التوالي بالمعرض.
وقالت "الحوسني" إنها شاركت في معرض الصيد والفروسية 2024 للسنة الرابعة على التوالي بعمل فني واحد فقط، استغرق 15 شهرا في تنفيذه وهو رسم الوحة الفنية بعنوان “آل نهيان" وهي أول لوحة فنية تجمع الشيخ زايد رحمه الله مع أبنائه جميع أصحاب السمو الشيوخ الكرام، وهي عبارة عن 20 بورتريه، حيث أن المعرض يعد مناسبة مهمة لإحياء التراث العربي الأصيل للدولة كما أن الشيخ زايد وأبنائه يعشقون كل ما يرتبط بالعربي الأصيل، كالصيد بالصقور، وركوب الهجن العربية الأصيلة والخيل، وإتقان الرماية.
وأضافت "الحوسني" أنها بذلت جهدا كبيرا بمعدل 5 إلى 11 ساعة عمل يوميا لتنفيذ ورسم اللوحة، لتنجح في إيصال الرسالة في منتهى الدقة بمجرد النظر في تفاصيل اللوحة تشعر وكأنها حقيقة، لافتة إلى أنها أيضا سافرت إلى موسكو خصيصا لشراء أدوات وألوان اللوحة الزيتية المصنوعة باليد.
وتحكي "الحوسني" أن فكرة اللوحة بدأت معها قبل عامين: "كنت أستصعب الفكرة في البداية"، حتى بدأت بتجميع صور اللوحة وذلك استغرق حوالي 3 أشهر من ترتيب الفكرة وتخيل رسمة القصر حيث يتضمن أكثر تخيل وتصميم لقصور إيطالية وفرنسية قديمة الطراز، حيث صورة القصر وحدها تضمنت تجميع أكثر من 80 صورة، وكذلك الفرش المستخدمة لعلامة تجارية روسية، والإطار المستخدم إيطالي الصنع لأنتيكات، وكنت أعمل داخل الاستديو الخاص لأصبح أكثر تركيزا، حتى وأنه خلال تصميمها للوحة كانت تجمع أراء المحيطين بها بمختلف الأعمار لمعرفة آرائهم في بعض الألوان والملامح، حتى بدأت برسم لوحة مبدئية تمهيدا لتنفيذ تلك اللوحة، حيث استغرقت اللوحة الأولى حوالي 9 أشهر، وتؤكد: "هذه اللوحة ما استخسر فيها أي شيء، وسافرت إلى موسكو لاستكشاف العلامات التجارية العالمية في شراء الأدوات والألوان المستخدمة حتى وفقني الله لإنهائها.. وأتمنى إهدائها إلى شيوخ دولة الإمارات العربية المتحدة".
وتابعت "الحوسني" التي درست هندسة الطيران: من أول الصف أحب تنمية موهبتي في الرسم، بدعم من المعلمات، وذلك كان يشجعني ويحفزني على المشاركة في المسابقات الفنية المختلفة، وحاولت في البداية تقليد لوحات الفنانين العالميين ومشاهدة مقاطع الفيديو والتطلع المستمر، وأؤمن بأن العمر مجرد رقم، وأصبحت قادرة بتميز على تنمية مواهبي وذلك بمساعدة شقيقتي المحبة للفن، ولكن رغبت في الدراسة والتخصص في هندسة الطيران لتطوير مهاراتي في مجالات أخرى، وخصوصا تطوير مهاراتي اليدوية وانطلقت في صناعة التحف الفنية والنحت بطرق حديثة والعناصر البيئية، ومجال هندسة الطيران له الفضل في ترتيب أفكاري في مجال إبداعي مثل الفن.
وواصلت "الحوسني" معبرة عن أمنيتها من رسم تلك اللوحة وهو أن الشيخ زايد - طيب الله ثراه - الذي يجمع أبنائه الـ19 والموجود على طاولة واحدة معهم، سيشعر بالفخر والاعتزاز بجهودهم جميعا الذين واصلوا نهجه في بناء دولة الإمارات العربية المتحدة.
نبذة عن مريم الحوسني
وولدت مريم الحوسني عام 1995، وتعيش وتعمل في أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة.، ومريم فنانة علمت نفسها بنفسها، وقد كُلفت بالعديد من المشروعات في الإمارات العربية المتحدة، حيث أنشأت لوحات قماشية كبيرة وجداريات وتصميمات فنية مثل المنحوتات، وشغفها هو رسم المناظر الطبيعية والصور الشخصية، وأعمالها تحظى بشعبية بين جامعي التحف الخاصة.
شاركت "الحوسني" أيضًا في معارض فنية مثل "إكسبو 2020"، و"قمة الحكومات العالمية"، و"سفارة الإمارات العربية المتحدة في موسكو"، و"جداريات القطارة 2024 مهرجان ليوا للتمور"، وجداريات قماش أبوظبي ومعرض أبو ظبي الدولي للصيد والفروسية.
وأطلقت "مريم" العديد من اللوحات والأعمال الفنية أشهرها: لوحة "قصر الوطن" المصنوعة من كانفاس ألوان زيتية، ولوحة "غياث" و"محمد بن زايد" و"نبض الوطن" و "خنجر الخيل" لصورة قديمة للشيخ زايد وهو حامل خنجر مميز بقبضة رأس الخيل.