15 يوليو 2025
200 طن من الذهب والفضة.. كنز أسطوري يُبعث من أعماق الكاريبي بعد 300 عام من الغرق

في اكتشاف علمي مثير، أكدت أحدث الدراسات هوية واحدة من أغنى السفن الغارقة في تاريخ الملاحة البحرية، وهي السفينة الإسبانية الشهيرة "سان خوسيه"، التي غرقت عام 1708 قبالة سواحل كولومبيا أثناء توجهها إلى قرطاجنة، محمّلة بكنز هائل من الذهب والفضة والأحجار الكريمة.

السفينة، التي تُلقب اليوم بـ"أغنى حطام في التاريخ"، اختفت إثر انفجار في مخازن البارود عقب هجوم من سفن حربية بريطانية. ومنذ ذلك الحين، استقر حطامها على عمق نحو 600 متر تحت سطح البحر الكاريبي، حاملاً كنوزًا تقدر قيمتها الحالية بأكثر من 17 مليار دولار.

منذ الإعلان عن موقع الحطام عام 2015، كثفت السلطات الكولومبية جهودها الاستكشافية، ونفذت البحرية أربع بعثات استكشافية بين عامي 2021 و2022 باستخدام غواصات روبوتية، مما أسفر عن اكتشاف عملات ذهبية متناثرة ساعدت في تأكيد هوية السفينة.

وبحسب الباحثة دانييلا فارغاس أريزا من المعهد الكولومبي للأنثروبولوجيا والتاريخ، أُجري تحليل دقيق للعملات باستخدام تقنية التصوير الفوتوغرامتري، مما أتاح إنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد عالية الدقة، أظهرت أن هذه العملات سُكّت في ليما (بيرو حالياً) عام 1707، وتحمل رموزًا ملكية إسبانية.

كانت "سان خوسيه" جزءًا من أسطول "فلوتا دي تيرا فيرمي" الذي احتكر نقل الثروات من أمريكا الجنوبية إلى إسبانيا بين القرنين السادس عشر والثامن عشر، مما جعلها شريانًا حيويًا لتمويل العرش الإسباني آنذاك.

ومع أهمية هذا الكشف التاريخي، يواجه مصير كنوز "سان خوسيه" تحديات قانونية، إذ أعلنت كولومبيا نيتها إنشاء متحف لعرض ما تم العثور عليه، في حين تتمسك إسبانيا بمطالبتها القانونية بالسفينة كجزء من تراثها الوطني، ما ينذر بمعركة قانونية دولية حول أحد أعظم كنوز البحار الغارقة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكترونى

كل التعليقات

طلبات الخدمات
تواصل معنا
جميع الحقوق محفوظة لصالح سعادة نيوز© 2025
Powered by Saadaah Enterprises FZ LLE