يأتي اليوم العالمي للتسامح في السادس عشر من نوفمبر من كل عام، ليكون مناسبة دولية تسعى من خلالها المجتمعات إلى تعزيز قيم التفاهم والاحترام المتبادل بين الثقافات المختلفة.
وفي عام 2025 يكتسب اليوم العالمي للتسامح أهمية خاصة، نتيجة التحديات التي يشهدها العالم على مستوى العلاقات الإنسانية والاختلافات الفكرية وانتشار المحتوى الرقمي الذي يؤثر بشكل مباشر على طبيعة الحوار بين الأفراد والمجتمعات، ويهدف الاحتفال باليوم العالمي للتسامح إلى دعم قيم التعايش وخلق بيئة إنسانية قائمة على التعاون، بعيداً عن الكراهية والتحيز.
تحتفي الدول المختلفة باليوم العالمي للتسامح عبر برامج تعليمية وثقافية واجتماعية، تجتمع كلها حول هدف واحد وهو نشر الوعي بأهمية التسامح كركيزة من ركائز السلم المجتمعي، وتبرز في هذا السياق الإمارات باعتبارها واحدة من الدول الأكثر نشاطاً في تعزيز قيم التفاهم، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، حيث استطاعت تقديم نموذج عملي يقوم على التنوع الثقافي والانسجام الاجتماعي بين الجنسيات المختلفة التي تعيش على أرضها.
جدول المحتويات
• أهمية اليوم العالمي للتسامح في بناء مجتمعات مستقرة
• الجهود العالمية لدعم قيم التفاهم
• دور الإمارات في ترسيخ التسامح
• المبادرات الوطنية في الإمارات
• الحوار بين الأديان في الإمارات
• التشريعات الداعمة للتسامح
• دور الفعاليات المجتمعية
• الجهود الإماراتية العالمية
• مواجهة خطاب الكراهية الرقمي
• التعليم ودوره في تعزيز التفاهم
• الفنون والثقافة كأداة للتعايش
• الإعلام ودوره في نشر قيم التسامح
أهمية اليوم العالمي للتسامح في بناء مجتمعات مستقرة
يهدف اليوم العالمي للتسامح إلى الحد من التوترات التي قد تنشأ بين المجموعات البشرية نتيجة الاختلافات الثقافية أو الدينية أو الفكرية، ومع تزايد التفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت الحاجة إلى تعزيز التسامح أمرًا ضروريًا لحماية المجتمعات من الانقسام، وتعمل المنظمات الدولية على توجيه رسائل تحث الدول على تفعيل المبادرات التي تعزز الحوار، وتؤكد أن التسامح ليس مجرد قيمة أخلاقية، بل ضرورة اجتماعية لحفظ الأمن والاستقرار.
ويُعد عام 2025 مرحلة مهمة في مسار تعزيز التسامح العالمي، حيث تشهد الكثير من الدول تغيرات ثقافية واجتماعية تتطلب استراتيجيات مبتكرة للتعامل مع التنوع، ومع توسع التفاعل الرقمي بين الشعوب، أصبح من المهم إعادة صياغة مفاهيم تقبل الآخر بما يتناسب مع التحديات الحديثة.
الجهود العالمية لدعم قيم التفاهم
تركز المنظمات الدولية في هذا العام على تنفيذ برامج تعليمية تسعى إلى دمج مفاهيم التعايش في المناهج الدراسية، وترى هذه المؤسسات أن تعليم الأجيال الجديدة مهارات الحوار والاحترام المتبادل هو السبيل لبناء مستقبل أكثر استقرارًا، كما يتم تنفيذ ورش عمل تستهدف قادة المجتمعات والمؤسسات الإعلامية للتوعية بدورهم في تعزيز قيم التسامح.
وتعمل الدول المشاركة في الاحتفال باليوم العالمي للتسامح على إطلاق حملات توعوية عبر الإنترنت، تهدف إلى مواجهة خطاب الكراهية الذي قد ينتشر على المنصات الرقمية، كما يتم تشجيع المؤسسات الثقافية على تنظيم فعاليات تجمع بين مختلف الفئات لتعزيز الفهم المشترك وإظهار قيمة التنوع في بناء المجتمعات.

دور الإمارات في ترسيخ التسامح
برزت الإمارات كواحدة من الدول الرائدة في تعزيز قيم التعايش والاحترام بين الجنسيات المختلفة، وتتميز الإمارات بكونها موطناً لملايين الأشخاص من ثقافات وأديان متعددة يعيشون بتناغم واحترام، ويأتي هذا النجاح نتيجة رؤية وطنية تؤمن بأن التسامح أساس مهم لبناء مجتمع متنوع قادر على التفاعل الإيجابي.
وتعتبر الإمارات اليوم دولة محورية في الجهود الدولية لمكافحة التطرف وتعزيز الحوار بين الشعوب، وقد ساهمت المبادرات الوطنية التي أطلقتها الدولة في تعزيز مكانتها كوجهة عالمية تعكس قيم الانفتاح والتعاون، وفي عام 2025 تستمر الإمارات في دعم فعاليات اليوم العالمي للتسامح من خلال مجموعة من البرامج الوطنية والمبادرات المجتمعية التي تهدف إلى تعزيز الوعي بقيمة التسامح.
المبادرات الوطنية في الإمارات
عملت الإمارات على إطلاق مبادرات وطنية تهدف إلى نشر قيم التعايش، ومنها إنشاء وزارة متخصصة في هذا المجال تتولى وضع خطط استراتيجية تدعم السلم المجتمعي، وتقوم هذه الوزارة بإطلاق حملات توعوية تستهدف المؤسسات التعليمية والجهات الحكومية والقطاع الخاص لتعزيز مفهوم التسامح.
وتشجع الإمارات المدارس والجامعات على تنظيم أنشطة تفاعلية تجمع الطلبة من جنسيات مختلفة لتعزيز التواصل بين الثقافات المختلفة، كما يتم تنفيذ برامج تثقيفية تهدف إلى تعريف الطلبة بأهمية احترام الاختلافات الفكرية وأساليب التعبير المتنوعة.
الحوار بين الأديان في الإمارات
تحتضن الإمارات العديد من الفعاليات الدولية التي تجمع قادة الأديان بهدف تعزيز الحوار، وقد لعبت الدولة دورًا مهمًا في إطلاق وثيقة الأخوة الإنسانية التي شكلت مبادرة عالمية لتعزيز التفاهم بين أتباع الديانات المختلفة، كما تعمل الإمارات على توفير مساحات آمنة لممارسة الشعائر الدينية بما يعزز الثقة المتبادلة ويعكس الصورة الحقيقية لمجتمع متسامح.

التشريعات الداعمة للتسامح
أصدرت الإمارات مجموعة من القوانين التي تجرم الكراهية وتعالج السلوكيات التي يمكن أن تؤثر على السلم المجتمعي، وتساهم هذه التشريعات في حماية المجتمع من أي ممارسات قد تؤدي إلى الانقسام أو التمييز، كما تطلق الدولة حملات توعية للتعريف بأهمية احترام القانون ودوره في ترسيخ قيم التعايش.
دور الفعاليات المجتمعية
تنظم الإمارات عددًا من الفعاليات التي تستقطب المشاركين من مختلف الثقافات، وتشمل هذه الفعاليات مهرجانات ومعارض وندوات تهدف إلى تبادل الخبرات والتجارب الإنسانية، وتعتبر هذه الأنشطة وسيلة مهمة لنشر الوعي بقيمة التفاهم خاصة بين فئة الشباب.

الجهود الإماراتية العالمية
لا تقتصر جهود الإمارات على المستوى المحلي، بل تمتد إلى مبادرات خارجية تسعى لتعزيز السلم العالمي، وتشارك الدولة في برامج دولية تهدف إلى مواجهة التطرف وتدعم التعليم في دول تحتاج إلى بناء ثقافة التعايش، كما تقدم الإمارات مساعدات إنسانية للدول التي تعاني من أزمات بهدف حماية المجتمعات من التطرف والعنف.
مواجهة خطاب الكراهية الرقمي
تدرك الإمارات تأثير المنصات الرقمية على تشكيل الوعي، ولذلك تعمل على دعم برامج تهدف إلى تعزيز الاستخدام الإيجابي لهذه المنصات، وتنفذ المؤسسات برامج تدريبية تهدف إلى توعية الشباب بكيفية التعامل مع المحتوى الضار.
التعليم ودوره في تعزيز التفاهم
تولي الإمارات أهمية كبيرة للتعليم باعتباره حجر الأساس لبناء مجتمع متسامح، وتعمل المؤسسات التعليمية على تطوير برامج تستهدف الطلبة لتعزيز مهارات الحوار والتعاون، وتشجع المدارس المشاريع التي تجمع الطلبة من جنسيات مختلفة بهدف تعزيز الفهم المشترك.
الفنون والثقافة كأداة للتعايش
تستضيف الإمارات مهرجانات فنية وأدبية تجمع فنانين من العالم، مما يعزز التواصل الثقافي، وتعد الفنون وسيلة فعالة للتعبير عن التجارب الإنسانية المشتركة، ما يساعد على تعزيز قيم التفاهم بطريقة غير مباشرة.
الإعلام ودوره في نشر قيم التسامح
يلعب الإعلام الإماراتي دورًا مهمًا في نشر رسائل تساعد على تعزيز السلم الاجتماعي، ويقدم الإعلام تغطيات موسعة لفعاليات اليوم العالمي للتسامح، بالإضافة إلى برامج توعوية تسلط الضوء على أهمية التعايش في المجتمع العصري.
الخاتمة
يمثل اليوم العالمي للتسامح مناسبة مهمة لتعزيز قيم التفاهم والحوار بين الشعوب، في وقت يحتاج فيه العالم إلى المزيد من التعاون وتقبل الاختلاف، وفي عام 2025 تؤكد الإمارات حضورها عبر مبادراتها التي تسهم في بناء مجتمع متماسك يقوم على الاحترام المتبادل، وتبرهن الجهود الوطنية والدولية التي تبذلها الدولة على أن التسامح ليس شعاراً، بل ممارسة واقعية تعكس رؤية واضحة لمستقبل يسوده السلام.
ومع استمرار التحديات التي تواجه المجتمعات، يظل تعزيز قيم التعايش مسؤولية مشتركة تحتاج إلى جهود مستمرة من الأفراد والمؤسسات والدول، ليظل العالم أكثر قدرة على مواجهة الأزمات بروح من العمل المشترك.