15 ديسمبر 2025
دليل الإنفلونزا الموسمية 2025.. انتشار السلالات الجديدة وأفضل طرق الوقاية والعلاج

تشهد العديد من دول العالم هذا العام بداية غير مألوفة لموسم الإنفلونزا، مع تسجيل ارتفاع ملحوظ في الإصابات قبل أسابيع من الموعد المعتاد لبدء النشاط الموسمي لفيروسات الجهاز التنفسي. 

ويأتي هذا الارتفاع المبكر متزامنًا مع انتشار فيروسات أخرى مثل فيروس كورونا والفيروس المخلوي التنفسي، ما يضاعف الضغط على الأنظمة الصحية في مناطق مختلفة. 

ومع ظهور سلالة فرعية جديدة من فيروس H3N2، تُعرف باسم السلالة K، باتت المخاوف الصحية أكثر حضورًا، خصوصًا في ظل انخفاض المناعة المجتمعية تجاه هذا النوع من الفيروسات وعدم وضوح مدى فعالية اللقاح الحالي ضد هذه السلالة.

تطرح هذه التطورات أسئلة مهمة حول ما يمكن أن يحمله هذا الموسم من تحديات، ومدى قدرة الأنظمة الصحية على التعامل مع موجات متتالية من أمراض الشتاء، كما تُبرز أهمية تعزيز الوعي الصحي والحصول على لقاح الإنفلونزا كوسيلة أساسية للحد من المضاعفات الخطيرة.

جدول المحتويات
•    موسم إنفلونزا مبكر يثير التحذيرات
•    الإنفلونزا الموسمية: المرض الأسرع انتشارًا في الشتاء
•    أنواع الإنفلونزا الموسمية واختلافاتها الجينية
•    السلالة الفرعية K.. صعود سريع وانتشار عالمي
•    لماذا ينتشر فيروس H3N2 بشكل كبير هذا العام؟
•    أعراض الإنفلونزا الموسمية وخصائص موجة هذا العام
•    فعالية لقاح الإنفلونزا هذا الموسم.. أسئلة وتوقعات
•    إجراءات وقائية ضرورية للحد من انتشار الإنفلونزا

موسم إنفلونزا مبكر يثير التحذيرات
بدأ موسم الإنفلونزا مبكرًا هذا العام في دول مثل اليابان، التي سجلت ارتفاعًا شديدًا في الحالات منذ شهر أكتوبر، وهو وقت يُعد مبكرًا مقارنة بالسنوات الماضية، وفي دول الاتحاد الأوروبي، تجاوزت بعض الدول مثل إسبانيا العتبة الوبائية قبل عدة أسابيع من التوقعات الموسمية. 

هذا الارتفاع السريع يضع أنظمة الرعاية الصحية أمام تحدٍ كبير، خصوصاً إذا استمرت الإصابات بالارتفاع بالتزامن مع انتشار فيروس كورونا الذي لا يزال موجودًا في العديد من المجتمعات.

وقد أكدت هيئات المراقبة الوبائية أن الموسم الحالي يُظهر سلوكًا مختلفًا عن المواسم السابقة، حيث تتزايد الإصابات بشكل متسارع، في وقت لم تكن فيه الأنظمة الصحية قد دخلت بعد مرحلة الاستعداد الكامل لفصل الشتاء.

الإنفلونزا الموسمية: المرض الأسرع انتشارًا في الشتاء
تعد الإنفلونزا أحد أكثر الأمراض التنفسية انتشارًا حول العالم، إذ تسجل سنويًا ما يقارب 50 مليون إصابة تظهر عليها الأعراض، وتؤدي إلى عشرات الآلاف من الوفيات في مناطق مثل أوروبا، وتُعد سرعة الانتشار والتغيرات الجينية المستمرة للفيروس عوامل رئيسية تجعل السيطرة على المرض أمرًا بالغ الصعوبة.

ورغم أن جميع الفئات العمرية معرضة للإصابة، فإن الأطفال يسجلون أعلى المعدلات، وهم غالبًا أول من ينقل الفيروس إلى المنازل والمدارس والمجتمع، وتقدر بعض الدراسات أن ما يصل إلى 20% من سكان العالم يصابون بالإنفلونزا سنويًا، ما يعكس حجم التحدي الذي تفرضه الإنفلونزا الموسمية على الصحة العامة.

أنواع الإنفلونزا الموسمية واختلافاتها الجينية
ينتمي فيروس الإنفلونزا إلى فئتين رئيسيتين عند البشر: الإنفلونزا A والإنفلونزا B، وتتميز الإنفلونزا A بقدرتها الكبيرة على التحور، وتعد المسؤول الأول عن معظم الأوبئة الموسمية، بينما تنتشر الإنفلونزا B بشكل أكثر استقرارًا بين البشر.

وتعد الأنواع الفرعية H1N1 وH3N2 الأكثر شيوعًا اليوم، ويتميز فيروس H3N2 بقدرة أكبر على التغير الجيني مقارنة بـH1N1، ما يؤدي عادة إلى انخفاض فعالية اللقاح ضده وزيادة الحالات الشديدة، خاصةً بين الفئات الحساسة مثل كبار السن.

أما الإنفلونزا B فتتفرع إلى سلالتين هما B/Victoria وB/Yamagata. والأخيرة، بحسب المراقبة العالمية، أصبحت شبه مختفية منذ عام 2020.

السلالة الفرعية K.. صعود سريع وانتشار عالمي
يشكل ظهور السلالة الفرعية K من فيروس A/H3N2 إحدى أبرز التطورات في موسم الإنفلونزا الحالي، وقد بدأت هذه السلالة بالانتشار في النصف الجنوبي للأرض بنهاية الموسم الماضي، ثم أصبحت خلال أشهر قليلة السلالة المهيمنة في دول مثل اليابان والمملكة المتحدة.

وقد أظهرت التحليلات أن ما يقرب من 90% من عينات الإنفلونزا في هذه الدول تعود للسلالة K، مع مؤشرات قوية على انتشارها المتسارع في الولايات المتحدة وكندا، وتشير البيانات إلى أن ثلث فيروسات H3N2 التي جرى تحليلها عالميًا بين مايو ونوفمبر تنتمي إلى هذه السلالة، التي تم تسجيلها في جميع القارات تقريبًا.

ورغم هذه الهيمنة السريعة، إلا أن المؤشرات السريرية لا تشير إلى أن هذه السلالة أكثر شدة من سابقاتها، ما يوفر قدرًا من الطمأنينة، رغم ارتفاع الإصابات.

لماذا ينتشر فيروس H3N2 بشكل كبير هذا العام؟
يعود السبب الأبرز لارتفاع انتشار فيروس H3N2 هذا العام إلى انخفاض مناعة السكان تجاهه، ففي السنوات الأخيرة، كان فيروس H1N1 هو النوع الأكثر انتشارًا، بينما تراجع نشاط H3N2، ما أدى إلى انخفاض المناعة المكتسبة ضده، وبالتالي، عاد الفيروس هذا الموسم ليجد بيئة مناسبة للانتشار.

تُعد الطفرات المستمرة في فيروس H3N2 عاملاً إضافيًا يسهل عليه تجاوز المناعة المكتسبة سواء عبر العدوى السابقة أو عبر اللقاح، وهو ما يجعل السنوات التي يسيطر فيها هذا النوع أصعب على الأنظمة الصحية.

أعراض الإنفلونزا الموسمية وخصائص موجة هذا العام
تتطور أعراض الإنفلونزا بسرعة وقد تشمل:
* ارتفاع مفاجئ في الحرارة
* آلام شديدة في العضلات والمفاصل
* إرهاق عام وصعوبة النوم
* التهاب الحلق والسعال الجاف
* صداع مستمر
* فقدان الشهية
* القيء أو الإسهال في بعض الحالات

ويلاحظ الأطباء أن هذا الموسم يشهد زيادة في الحالات التي تتطلب عناية طبية بين كبار السن، خاصة مع تزايد انتشار فيروس H3N2 المعروف بتسببه في مضاعفات أكبر في هذه الفئة العمرية.

فعالية لقاح الإنفلونزا هذا الموسم.. أسئلة وتوقعات
تعتمد عملية تطوير لقاح الإنفلونزا على التنبؤ بالسلالات الأكثر احتمالاً للانتشار، وقد شمل لقاح هذا الموسم حماية ضد فيروس H1N1 والإنفلونزا B ونوع من فيروس H3N2، لكنه لا يتطابق بشكل كامل مع السلالة الفرعية K المنتشرة حاليًا.

وتشير التحليلات الأولية إلى احتمال انخفاض فعالية اللقاح في منع العدوى، إلا أن الخبراء قد أكدوا أن اللقاح سيظل يوفر حماية مهمة ضد الحالات الشديدة ويقلل احتمالات دخول المستشفى، ويعتمد مدى فعالية اللقاح الفعلية على نتائج المراقبة التي ستظهر خلال الأسابيع المقبلة.

إجراءات وقائية ضرورية للحد من انتشار الإنفلونزا
لخفض معدلات انتشار الإنفلونزا يُوصى باتباع مجموعة من الإرشادات تشمل:

* الحصول على لقاح الإنفلونزا في وقت مبكر
* غسل اليدين بانتظام
* تجنب الأماكن المزدحمة
* استخدام الكمامة في الأماكن المغلقة
* البقاء في المنزل عند ظهور الأعراض
* تجنب الاختلاط المباشر مع كبار السن عند الإصابة

وتؤكد الجهات الصحية أن الالتزام بتلك الإجراءات يمكن أن يحد بشكل كبير من سرعة انتشار الفيروس وأن يحمي الفئات الأكثر عرضة.

الخاتمة
يُعد موسم الإنفلونزا هذا العام من أكثر المواسم إثارة للقلق خلال السنوات الأخيرة، ليس بسبب ضراوة السلالة المنتشرة، بل بسبب سرعة انتشارها وبدايتها المبكرة، ومع أن السلالة الفرعية K من فيروس H3N2 لا تبدو أكثر شدة، إلا أن انخفاض مناعة السكان تجاه هذا النوع يجعل موجة الإنفلونزا الحالية أكثر انتشارًا واحتمالاً للتسبب في ضغط إضافي على المستشفيات.

ويشير الخبراء إلى أن الحصول على لقاح الإنفلونزا، والالتزام بالإجراءات الوقائية، يمثلان حجر الأساس لحماية المجتمع خلال هذا الموسم، وبينما تستمر الجهات الصحية في مراقبة الوضع، يبقى الوعي والتعامل المبكر مع الأعراض العامل الأهم في الحد من المضاعفات والحفاظ على استقرار الأنظمة الصحية خلال فصل الشتاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكترونى

كل التعليقات

طلبات الخدمات
تواصل معنا
جميع الحقوق محفوظة لصالح سعادة نيوز© 2025
Powered by Saadaah Enterprises FZ LLE