تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة ترسيخ مكانتها كإحدى أبرز الدول الرائدة في مجالات التكنولوجيا والابتكار، خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وفي خطوة تعكس رؤية الدولة الاستشرافية للمستقبل، أعلنت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي بالتعاون مع مجموعة G42 عن إطلاق نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد "K2 Think – كي 2 ثينك"، الذي يعد من أكثر نماذج الاستدلال تطوراً على مستوى العالم.
هذا الإعلان لم يكن مجرد إطلاق تقني، بل جاء ليؤكد أن الإمارات تسعى باستمرار إلى الاستثمار في التقنيات الحديثة وتوظيفها لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتحويلها إلى أدوات عملية تعزز مكانتها على الساحة الدولية.
جدول المحتويات
• مناسبة وطنية ورمز ملهم
• ركائز أساسية يقوم عليها نموذج K2 Think
• سرعة فائقة تتجاوز 2000 رمز في الثانية
• إنجاز تقني ومعنوي في آن واحد
• تصريحات القيادة الإماراتية عن "K2 Think"
• شراكة بين القطاعين الأكاديمي والخاص
• مقارنة "K2 Think" مع نماذج أخرى
• "K2 Think" امتداد لمسيرة الإمارات في تطوير النماذج اللغوية
• فوائد "K2 Think" العملية للاقتصاد والمجتمع
• الإمارات نحو مركز عالمي للذكاء الاصطناعي
مناسبة وطنية ورمز ملهم
يتزامن الإعلان عن نموذج "K2 Think" مع ذكرى ميلاد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة.
هذا التوقيت يحمل رمزية كبيرة، حيث يعكس الوفاء لمسيرة قادة الإمارات الذين رسخوا أسس التنمية والابتكار، ويجسد في الوقت نفسه التزام الدولة بالمضي قدماً نحو المستقبل بخطى واثقة.
ركائز أساسية يقوم عليها نموذج K2 Think
يعتمد النموذج الجديد على ست ركائز رئيسية تميّزه عن غيره من النماذج مفتوحة المصدر:
1. التدريب الخاضع للإشراف على سلاسل التفكير الطويلة: ما يعزز العمق المنطقي ويطور قدراته في حل المشكلات المعقدة.
2. التعلم المعزز بمكافآت قابلة للتحقق: لزيادة الدقة والموثوقية عند معالجة البيانات.
3. التخطيط الوكيلي: يساعد على تفكيك التحديات الكبرى قبل الدخول في عملية الاستدلال.
4. تقنيات التوسع أثناء وقت الاختبار: تمنح النموذج قدرة استثنائية على التكيف مع المواقف المختلفة.
5. الترميز التخميني المتوافق مع أجهزة سيريبراس: ما يتيح سرعة فائقة في المعالجة.
6. منصة الحوسبة واسعة النطاق: تضمن إتاحة النموذج للباحثين والمبتكرين حول العالم لاستخدامه في تطبيقات عملية متعددة.

سرعة فائقة تتجاوز 2000 رمز في الثانية
من أبرز ما يميز "K2 Think" هو سرعته غير المسبوقة في الاستدلال، حيث يمكنه معالجة ما يصل إلى 2000 رمز في الثانية، وهو معدل يجعل منه واحداً من أسرع النماذج وأكثرها كفاءة على مستوى العالم، كما أثبت تفوقه في العديد من الاختبارات المعيارية الدولية، بما في ذلك AIME ’24/’25 وHMMT ’25 وOMNI-Math-HARD.
إنجاز تقني ومعنوي في آن واحد
لا يُعتبر "K2 Think" مجرد إنجاز تقني، بل يمثل خطوة استراتيجية نحو تعزيز مكانة الإمارات كوجهة عالمية للابتكار والذكاء الاصطناعي، فهو نموذج مفتوح المصدر بالكامل، ما يعني أن جميع بيانات التدريب والأوزان البرمجية والشيفرات ستكون متاحة للباحثين والمطورين.
هذا المستوى من الشفافية يفتح الباب أمام المجتمع العلمي العالمي لدراسة آليات التعلم وتطويرها، الأمر الذي يضع أبوظبي في قلب حركة الذكاء الاصطناعي العالمي.

تصريحات القيادة الإماراتية عن "K2 Think"
قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة إن إطلاق هذا النموذج يعكس توجه الإمارات نحو الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي، باعتباره ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية ومواكبة التطورات العالمية.
كما أكد سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب حاكم أبوظبي أن "K2 Think" يجمع بين كفاءة النماذج الأصغر والأداء العالمي وسرعات استدلال فائقة، متجاوزاً بذلك الأنظمة الأكبر، ليضع معيارًا دوليًا جديدًا في مجال الاستدلال مفتوح المصدر.
شراكة بين القطاعين الأكاديمي والخاص
يمثل هذا الإنجاز ثمرة تعاون وثيق بين جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وهي أول جامعة متخصصة في الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، ومجموعة G42 الرائدة في الحلول التقنية، ويؤكد هذا التعاون فعالية الشراكة بين القطاع الأكاديمي والقطاع الخاص في تحويل الأفكار الطموحة إلى إنجازات عملية.
مقارنة "K2 Think" مع نماذج أخرى
يتميز "K2 Think" بمرونته العالية مقارنة بالنماذج الأخرى الأكبر حجماً، حيث صُمم ليكون أكثر كفاءة وقابلية للتطبيق في الاستخدامات الواقعية، وعلى عكس العديد من النماذج مفتوحة المصدر التي تكتفي بنشر "الأوزان"، فإن "K2 Think" يقدم شفافية كاملة تتيح إعادة إنتاج النتائج وتطويرها.
"K2 Think" امتداد لمسيرة الإمارات في تطوير النماذج اللغوية
إطلاق "K2 Think" ليس سوى حلقة جديدة في سلسلة الإنجازات الإماراتية في مجال الذكاء الاصطناعي، فقد سبقه نموذج "جيس – Jais"، الذي يُعد الأكثر تقدماً للغة العربية، بالإضافة إلى نموذج "ناندا – NANDA" للغة الهندية، و"شيركالا – SHERKALA" للغة الكازاخية، كما يأتي امتدادًا لإرث K2-65B، الذي أطلق عام 2024 كأول نموذج تأسيسي مفتوح المصدر وقابل للاستنساخ بالكامل.
فوائد "K2 Think" العملية للاقتصاد والمجتمع
من المتوقع أن يكون لـ "K2 Think" تأثير واسع على الاقتصاد الإماراتي والعالمي، إذ يمكن استخدامه في:
* دعم مجالات التعليم والبحث العلمي.
* تحسين عمليات الرعاية الصحية عبر تحليل البيانات الطبية.
* تطوير حلول في مجالات الطاقة والاستدامة.
* تعزيز الابتكار في قطاعات المال والأعمال والخدمات اللوجستية.
كما يعكس هذا الإنجاز رؤية الإمارات في بناء اقتصاد قائم على المعرفة، يركز على التكنولوجيا المتقدمة كأحد أهم محركات النمو المستقبلي.
الإمارات نحو مركز عالمي للذكاء الاصطناعي
من خلال مشاريع رائدة مثل "K2 Think"، تؤكد الإمارات سعيها لأن تصبح مركزًا عالميًا للذكاء الاصطناعي والابتكار، وهذا ينسجم مع استراتيجيتها الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031، التي تهدف إلى جعل الدولة رائدة عالمياً في هذا القطاع الحيوي.
ويأتي هذا التوجه مدعومًا باستثمارات ضخمة في البنية التحتية الرقمية، بما في ذلك مراكز البيانات المتطورة، ومنصات الحوسبة السحابية، وشبكات الاتصال فائقة السرعة، ما يضع الأساس لنموذج متكامل يدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في شتى المجالات.
كما أن الدولة تحرص على استقطاب أفضل المواهب والخبرات العالمية، وتوفير بيئة عمل محفزة تتيح للباحثين والمبتكرين المساهمة في تطوير حلول عملية تحدث فارقاً على أرض الواقع.

ويمثل "K2 Think" نموذجًا متقدمًا لاستخدام الذكاء الاصطناعي المفتوح المصدر في مجالات حيوية، مثل الصحة والتعليم والطاقة والأمن السيبراني، حيث يمكن لهذه التقنيات أن ترفع كفاءة الخدمات وتعزز من مستويات الأمان والجودة، وإلى جانب البعد التقني، تضع الإمارات الاعتبارات الأخلاقية في صميم خططها، من خلال تطوير تشريعات وأطر تنظيمية تضمن الاستخدام المسؤول لهذه التقنيات، وتحمي الخصوصية، وتحقق التوازن بين الابتكار والمصلحة العامة.
ويعكس هذا المشروع حرص الإمارات على تعزيز شراكاتها الدولية في مجال البحث العلمي، والانفتاح على التعاون مع المؤسسات الأكاديمية والمراكز البحثية العالمية، كما يرسخ مكانة أبوظبي ودبي كوجهتين رئيسيتين للمؤتمرات والمعارض الدولية الخاصة بالذكاء الاصطناعي، ما يعزز من جاذبية الدولة كمنصة للتواصل وتبادل الخبرات، وبذلك، لا يقتصر إنجاز "K2 Think" على كونه تطورًا تقنيًا، بل يعد خطوة استراتيجية تعكس رؤية الإمارات في بناء اقتصاد معرفي مستدام يواكب المتغيرات العالمية ويضع الدولة في طليعة الدول المبتكرة.
الخاتمة
يمثل "K2 Think" خطوة فارقة في مسيرة الإمارات نحو المستقبل، فهو يجمع بين الابتكار التقني، والانفتاح العلمي، والتعاون الدولي، هذا النموذج لا يعزز فقط مكانة أبوظبي على خريطة الذكاء الاصطناعي، بل يرسل رسالة واضحة بأن الإمارات تضع التكنولوجيا في خدمة التنمية، وتستثمر في بناء مستقبل أفضل لشعوبها وللعالم.