5 أكتوبر 2025
آمنة محمد القويطعي تكتب: طُموح زايد.. مِنْ كُثبانِ الصّحراء إلى رَحابة الفَضاء 

قبل أكثر من خمسين عامًا، ومِن بينِ الكثبان، وُلِدَ حُلمٌ تجاوز حُدودَ الأرضِ وسبق الزّمان، حلمٌ اسمهُ (طموح زايِد)، ارتوى من صبرِ الصّحراءِ ليُعانق الفضاء، علّمنا أن تحقيق الأهدافِ يتطلّب رؤيةً واضحةً وتخطيطًا واعيًا وعَملًا مُخلِصًا، بل ويسبِقُ ذلك إيمانٌ أنّ للنّجاحِ طريقًا وَسط التحدياتِ، كما قال الشيخ زايد رحمه الله: "إن طريق نهضة الوطنِ سيظلّ دائمًا يتطلّب من كلّ فردٍ في هذا المجتمعِ بذل الجهود الشاقّةِ لأجل أن تُثمرَ جهودُنا ثمارها".

في أسبوع الفضاءِ العالميّ، نستذكرُ بداية الحلم الإماراتيّ ، فمنذ سبعينيات القرنِ الماضي استقبل الشيخ زايد رحمه اللهُ وفد وكالة ناسا بعد إطلاق رحلة "أبولو" التاريخيّة، وتتجلّى هُنا حكمةُ القائدِ البصيرِ، فرغم أنّ دولة الإماراتِ حينها كانت دولةً وليدةً تشقّ مرحلة التّأسيسِ بِحكمةٍ، إلّا أنّ الشيخ زايد رحمه الله بِحكمتهِ ورؤيتهِ القياديّة وإيمانهِ بشعبهِ قرّرَ أنّها ستحقّق الإنجازات في هذا المجالِ، ولم يترُك هذا الطموح أمنيةً تَذروها الرياحُ، بل أتبعهُ بتخطيطٍ واعٍ، ونهضةٍ تعليميّةٍ مَدروسةٍ ومنهجٍ أصيلٍ تبنّتهُ القيادةُ لِيُصبح الحُلم حقيقةً.

أعلنت الدّولة عام 2014 إنشاء وكالة الإمارات للفضاء، ثمّ توالت الإنجازاتُ والبرامجُ بعد ذلك، فَشهدت الدّولة إطلاق عدّة أقمار اصطناعيّة، أبرزها "خليفة سات"، الّذي يُعَدّ أوّل قمرٍ اصطناعيّ إماراتيّ بالكاملِ، ويهدفُ برنامج تَطوير الأقمار الاصطناعيّة إلى تعزيز مكانةِ الدّولة كَقُوّةٍ رائدةٍ عالميّا في الابتكار الفضائيّ، كما تُجدرُ الإشارةُ هُنا إلى عمليّة إطلاق "مسبار الأملِ" والّذي مَثّلَ أوّل مهمّة عربيّةٍ لاستكشاف المرّيخِ.

ومن مشاريع مركز محمّد بن راشد للفضاءِ: برنامج الإمارات لروّاد الفضاءِ، والّذي يعملُ على إعداد طواقم من روّاد الفضاءِ الإماراتيّين، لِيخوضوا مهمّات مأهولة إلى محطّة الفضاء الدوليّة. وكذلك مشروع الإمارات لاستكشاف القمر، إذ عمل على تَطوير مُستكشفٍ أُطلق عليه "المستكشف راشِد"، الّذي يُمهد لاستكشاف القمرِ وتعزيز آفاق استكشاف الفضاءِ. 

الآن وبعد مُرور أكثر من خمسين عامًا، قصّة "طموح زايد" ما تَزال مستمرّة، فَليس لِلفضاءِ حُدودٌ، ولا لطُموح أبناء زايد حَدٌّ، وليس للأحلام نهايةٌ على أرض الإمارات، بل كلّ حلمٍ يُصبحُ واقعًا، يُورّثُ للأجيال حلمًا آخر، لتستمرّ مسيرة الإنسانِ في النموّ والبناءِ والابتكار، كما قال صاحب السموّ الشيخ محمّد بن زايد رعاهُ الله: "المجتمعُ الإماراتيّ اتّخذَ من الابتكارِ عُنوانًا لمسيرتهِ عبر التاريخِ".
ومن بين كثبان الصّحراء، وإلى رحابةِ الفضاءِ، تستمرّ قصّة الابتكارِ والعطاء!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكترونى

كل التعليقات

طلبات الخدمات
تواصل معنا
جميع الحقوق محفوظة لصالح سعادة نيوز© 2025
Powered by Saadaah Enterprises FZ LLE