في مستشفى سعودي بنجران كان الجميع في الانتظار العائلة السعودية تنتظر ذكرا وكذلك أسرة تركية تقيم بالمملكة تنتظر هي الأخرى مولودا ذكرا وجاءت البشرى بسماع صراخ الطفلين الصغيرين فور ولادتهما ليمتلئ البيتين فرحا بقدوم على السعودي ويعقوب التركي لكن القصة لم تنتهي بل بدأت.
شب الولدان الصغيران في بيتهما، علي وسط أخوته وذويه السعوديين ويعوب عادت به أسرته إلى تركيا ليشب وسط أقرانه الأتراك، لكن يوما بعد يوم بدأت الملامح تتغير والفوارق تظهر والمعالم تتضح، فالعرق التركي الأبيض ذو الشعر الأصفر لا ينطبق على مواصفات يعقوب وفي السعودية بدأت أيضا الملامح تتكشف فالطفل القمحي ذو الشعر الأسود لم يكن أبدا بهذه المواصفات المتعارف عليها وسط المجتمع السعودي.

بدأ يوسف التركي يلاحظ التغيرات الجوهرية في شكل ابنه يعقوب الذي لم يكن أبدا يشبه أخوته فقرر التعرف على الحقيقة وإجراء فحص الدي إن إيه ليأت الخبر الذي لم يكن يتمنى أن يسمعه أبدا ففصيله الابن لا تنتمي للأب أو حتى للأم فقرر العودة للقصة من جذورها مكان ميلاد الطفل داخل المستشفى السعودي.
عاد الأب محملا بالهموم يريد أن يعلم أين ذهب ابنه وقدم شكوى في منطقة نجران ليتدخل أميرها فورا ويأمر بالتحقيق في القصة ، وبدأت المحققون في التدقيق والمراجعة وحصر المواليد في ذلك اليوم وفي تلك المستشفى ليتبينوا وجود 12 طفلا جاءوا إلى الدنيا في هذا اليوم .
وأثبت الحصر أكثر فأكثر أن طفلين وضعا في غرفة واحدة لكن الممرضات وضعن أساور التعرف عليهما بطريق الخطأ لتأخذ الأم السعودية الطفل التركي وتأخذ الأم التركية الطفل السعودي.

وقع الخبر كالصاعقة على الأسرة السعودية وخاصة الأم التي لم تتخيل أبدا بعد مرور هذه السنوات أن يكون هذا الطفل ليس طفلها وأن تأخذه منها امرأة أخرى ، وكما كان الأمر صعبا على الأم كان صعبا على الطفلين فلم يكن يتخيل كلاهما أن يترك أمه التي ربته لينادي على امرأة أخرى ويقول لها أمي.
لكن حدث ما كان في وقت من الأوقات مستحيلا، وحصلت الأسرة السعودية على طفلها يعقوب بينما عادت الأسرة التركية بطفلها علي ومرت الأيام وكبر الطفلان لكن الإتصالات لم تتوقف يوما من كل أم لطفلها الذي ربته لتهدئته وإقناعه بأنه سيعود يوما إليها أو أنها ستأتي هي إليه.

إلتقت العائلتان كثيرا إما في تركيا وإما في السعودية ومؤخرا التقوا في تركيا وقت أن كانت الأسرة السعودية في زيارة لتركيا ونجا الجميع بأعجوبة من الزلزال المدمر وقرر كلا من علي ويعقوب وأسرتيهما الوقوف كلا منهما جانب الآخر والمساعدة أيضا في أعمال الإغاثة وكانت فرصة جيدة لتقارب العائلتان أكثر فأكثر بعد أن جمعتهما الصدفة ليكونا كيانا واحدا .
