في أحد الأحياء الهادئة بالولايات المتحدة، خرج طفل يبلغ من العمر عشر سنوات في نزهة صباحية كعادته، ليصادف مشهدًا غريبًا استوقفه: غزالة صغيرة تتحرك بخوف واضح، تتخبط في خطواتها وكأنها تائهة وسط عالم لا تفهمه، اقترب منها بحذر، ليكتشف أنها عمياء تمامًا، لا ترى شيئًا، ولا تعرف كيف تجد طريقها إلى الطعام أو الأمان.
بدأت القصة بمرافقة قصيرة نحو العشب الطازج، لكن الأيام حوّلت هذا الفعل العفوي إلى التزام يومي مدهش، كل صباح، كان الطفل يخرج من منزله، يمد يده للغزالة العمياء، ويقودها بلطف وطمأنينة نحو المساحات الخضراء حيث يمكنها أن تأكل بسلام، لم يشعر بالضجرل، ولم يعتبر ما يفعله أمرًا خارقًا، بل شيئًا طبيعيًا ينبع من داخله، في عالم يمضي بسرعة ويتجاهل التفاصيل الصغيرة.
ومع مرور الوقت، تحوّل المشهد إلى ما يشبه طقسًا يوميًا، يجمع بين براءة الطفولة وحنان الطبيعة، الغزالة بدأت تثق بالطفل، تتبعه دون خوف، وتجد في وجوده الأمان الذي فقدته في عالمها المظلم، أما هو، فكان يكبر كل يوم في أعين المارة الذين وثّقوا المشهد بكاميراتهم وقلوبهم. لقد أثبت هذا الطفل الصغير أن النُبل لا يُقاس بالعمر، وأن الإنسانية الحقيقية تُولد في لحظة صدق.