أثبت العلماء أخيرا صحة الحكمة التقليدية القائلة منذ عقود من الزمن، إن الإجهاد يؤدي إلى تحول الشعر إلى اللون الرمادي.
ومع ذلك، في الكشف المذهل، وجد العلماء من جامعة كولومبيا أيضا أن العملية يمكن عكسها في الشعر الذي تحول إلى اللون الرمادي حديثا فقط، وفق ما نشرته روسيا اليوم.
ويقول العلماء إن الحد من التوتر يمكن أن يقي من الشعر الرمادي، ما يقدم أملا في أن يتم تطوير أدوية لمنع هذه العملية غير المرغوب فيها.
ووجدت الدراسة أن الشعر من جميع أنحاء فروة الرأس يمكن أن يعكس الشيب. واكتشفت أيضا أن شعر اللحية يمكن أن يستعيد لونه بعد أن يصبح رماديا.
ويعتقد العلماء أن جذر مشكلة الشيب يأتي من التغييرات في مسارات التمثيل الغذائي التي تشكل البروتينات في الجسم.
وتتأثر هذه المسارات بشكل كبير بالهرمونات التي يتم إنتاجها عندما يكون الشخص مرهقا، وبالتالي يمكن أن يؤدي تخفيف الضغط إلى عكس العملية غير المرغوب فيها للشعر الرمادي الجديد.
وحلل فريق العلماء ما يقرب من 400 شعرة من مجموعة مؤلفة من 14 متطوعا. وتوصلوا إلى تقنية تصوير جديدة يمكنها اكتشاف الصبغة في جميع أنحاء خصلات الشعر من القاعدة إلى الحافة.
وهو نوع مماثل من التكنولوجيا يستخدمه الخبراء لدراسة حلقات الأشجار، حيث تمثل كل حلقة منها عاما.
وبتطبيق نفس المنهجية على الشعر، الذي ينمو سنتيمترا كل شهر، نظروا إلى جذع الشعر كمقياس زمني مادي، بحيث يمثل الجذر القريب من فروة الرأس أحدث إنتاج من بصيلات الشعر، في حين أن الطرف يمكن أن يمثل أسابيع إلى أشهر ماضية، اعتمادا على طول جذع الشعر.
وحلل الفريق كمية الميلانين، وهي المادة الكيميائية التي تعطي الشعر لونه، وما هي البروتينات الموجودة في أجزاء مختلفة من الشعر.
وكانوا يتوقعون رؤية الشيب في القاعدة، حيث ينمو الشعر من فروة الرأس، وليس من الحافة، لكنهم وجدوا العكس. وكانت بعض الشعيرات رمادية اللون عند الطرف، لكنها كانت ملونة عند القاعدة.
Volume 0%
وهذا، كما أوضح العلماء، يعني أن الشعر أصبح رماديا، ثم توقف، لسبب غير مفهوم، عن التحول إلى الشيب وعاد إلى لونه الطبيعي.
وباستخدام معدل نمو الشعر المعروف، كان العلماء قادرين على تتبع انعكاس الشيب بشكل خاص عندما أصبح الشعر رماديا.
ووجدوا أن الفترات الرمادية تتطابق مع مستويات الإجهاد المتزايدة ويحدث الانتقال من اللون الرمادي إلى اللون الطبيعي عندما يتم تخفيف الضغط.
وقال العلماء إنهم لا يستطيعون إثبات أن إزالة الإجهاد تسببت في انعكاس عملية الشيب، لكنهم يعتقدون أنه تفسير محتمل.
ونشرت النتائج التي توصلوا إليها عبر الإنترنت في انتظار أن تخضع الدراسة لمراجعة من قبل باحثين آخرين للتأكد من مدى صحتها.
ويأمل العلماء أن تساعد النتائج التي توصلوا إليها في تطوير الأدوية التي يمكن أن تمنع العملية غير المرغوب فيها.
وأضافوا: "هذه النتيجة توفر أساسا بيولوجيا معقولا لعكس الشيب وارتباطه بالعوامل النفسية، كما تدعم إمكانية استهداف هذه العملية دوائيا".
ولكنهم يشيرون إلى أن عملية الانعكاس تكون على الأرجح ممكنة فقط في الشعر الذي تحول إلى لون رمادي حديثا.
وهناك أيضا عوامل أخرى يمكن أن تلعب دورا إذا كان شعر شخص ما يتحول إلى اللون الرمادي، مثل علم الوراثة والتدخين.