10 سبتمبر 2025
قارئة القرآن المغربية "هاجر بوساق": لا أحب مساحيق التجميل.. والتجويد يتطلب صوتاً عذباً

كتبت - نرمين عصام الدين:

 

بملابس فضفاضة، ودون وضع مساحيق تجميل على بشرتها، وبصوت عذب خاشع تبدأ أشهر قارئة مغربية في ترتيل آيات القرآن الكريم؛ لتشد إليها الحاضرين والسامعين، ويردد الكهل والشاب في سريرة نفسه آيات الله الكريمة، داخل سرداق شعبي يصدح صوتها بالقرآن العظيم في وصلة مستمرة تتراوح بين 3 : 10 دقائق.

 

"هاجر بوساق" أشهر قارئة من المغرب للقرآن الكريم، 30 عاماً، استطاعت أن تلفت الانتباه بتلاوتها الكريمة لآيات القرآن، فصوتها أحب القرآن منذ نعومة أظافرها، وتقول إنها بدأت في حفظ وتلاوة كتاب الله في سن 8 سنوات، بدعم من شقيتها الأكبر "سارة" التي شقت طريقها بكل ثقة حتى وصلت إلى حفظ للحزب الـ40.

 

تقول "هاجر" إنها في بادئ الأمر كانت ترغب في تقليد شقيقتها خصوصاً أن شقيقتها عزفت عن ممارسة التلاوة أمام دوائر المقربين مع زواجها بينما أهلها وجيرانها كانوا في حاجة إلى قارئات بمجال يسود على طبيعة عمله الرجال، لتفكر هاجر في تكملة المسيرة.

 

بيديها الصغيرتين تمسك "هاجر" الطفلة يد أمها لتصطحبها إلى دار لحفظ القرآن، أسبوعياً،  لتنهي حفظ آياته وهي ابنة الـ15 عاماً، ويبدأ يترسخ في أذهانها حلمها الذي طالما تسعى لتحقيقه في وضع بصمة وتشارك في مسابقات وطنية ذات حضور كبير.

 

ليلة بكى فيها مسرح محمد الخامس

 

تتذكر "هاجر" أول نجاح تحققه في مجال تلاوة القرآن ويشد الحاضرين، كان بعمر 11 سنة، بمرافقة القارئ الشيخ عمر القزابري، تشاركه منصة القراء على مسرح وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، في ليلة جميلة أقيمت بمناسبة شهر رمضان الفضيل بعنوان "ليلة بكى فيها مسرح محمد الخامس".

 

وبالرغم من تحقيق  "هاجر" نجاح لافت في سن صغيرة في مجال القرآن إلى أنها اضطرت أن تتجه إلى دراسة الرياضيات لتلتحق بكلية العلوم تخصص رياضيات ومعلوميات، لتعزف عن الاتجاه بعد وقت قصير وتتجه إلى دراسة الدراسات الإسلامية والشريعة في كلية الآداب وتحصل على درجة الماجيستير في التصوف والعقيدة بالغرب الإسلامي وبعدها تحضر رسالة الدكتوراه.

 

وبعدها تتجه "هاجر" إلى صقل موهبتها لتتخصص في رواية ورش عن نافع وهي إحدى الروايات المتواترة التي يُقرأ بها القرآن الكريم، وتضيف القارئة المغربية لـ"أخبار سعادة" أن تاريخ المغاربة مع كتاب الله  بدأ حينما نزل القرآن بمكة وكتب بالعراق وقرئ بمصر ليجرى حفظه  بالمغرب حتى تبليغه للعالمين في ربوع العالم.

 

 

"كان حلمي في الأول بسيط وبمرور الوقت أصبح كبيراً يسع العالم لنشر الدعوة".. هكذا توضح "هاجر" أنها تسعى إلى تحقيق المزيد من النجاحات ولف دول العالم العربي الغربي في مجال القرآن، في الوقت الذي يسيطر فيه رجال على القراءات القرانية المجودة وكذلك في تنظيم المسابقات ونيل الجوائز.

 

وتتابع "هاجر" أنها تتمنى أن يكون آخر يوم لها على منصة قراءة القرآن وتلاوته أمام الحاضرين، لافتة إلى أنها تستمتع بحضور الحفلات وإحياء الأمسيات الروحانية المليئة بتلاوة آيات كتاب الله، موضحة أنها تخصصت في لجان التحكيم في المسابقات لتؤسس بعدها جمعية رياض القرأن الوطنية 2016.

 

تؤكد "هاجر" أنها تسعى من خلال نشاطها الخيري في إنشاء الجمعية إلى مساعدة ودعم الفتيات القارئات شق طريقهن في المجال الدعوي، وذلك رعاية بعضهن من الناحية الاجتماعية والاقتصادية.

 

لا أسعى لجمع المال

 

"أقرأ القرآن الكريم أمام الناس للدعوة وليس للارتزاق ولا أسعى إلى الشهرة أو جمع المال من النشاط الدعوي، وصوت المرأة ليس عورة"، مشيرة إلى أنها رفضت الاتجاه إلى الإنشاد أو الغناء لهذا السبب.

 

القرآن ليس للتنغيم

 

تؤكد "هاجر" أن هناك ضوابط شرعية ترعي المظهر العام للقارئة لأن يكون مناسباً غير ملفت ودون وضع مساحيق تجميل، كما أن خامة الصوت للمرأة تختلف من قارئة لأخرى، موضحة أن القرآن ليس للتنغيم، والتجويد مرتبط بعذب الصوت كما يرتبط بإعطاء الحروف حقوقها في النطق والكلمات في الصفة.

 

 

شاركت "هاجر" مناسبات في بلدان مختلفة مثل إندونيسيا وإيطاليا وفرنسا وأسبانيا وبلجيكا بالإضافة إلى الدول العربية، وتقول: أفكر في اختيار الدعوات قبل حضورها من حيث التفرغ لها، كما أجيب الدعاوي من غير المستيطعين، لإننا نترك أثراً رائعاً بالتلاوة، والقرآن نشاط يخرج من القلب".

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكترونى

كل التعليقات

طلبات الخدمات
تواصل معنا
جميع الحقوق محفوظة لصالح سعادة نيوز© 2025
Powered by Saadaah Enterprises FZ LLE