أعلن فريق بحثي من المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية في الرياض، بقيادة أحمد بوق، عن اكتشاف غير مسبوق يتمثل في العثور على سبعة فهود محنطة طبيعيًا، إلى جانب هياكل عظمية لـ54 فهداً آخر، داخل شبكة كهوف "لاوغا" شمال المملكة، وذلك خلال أعمال ميدانية جرت بين عامي 2022 و2023.
وأوضح الباحثون، في دراسة نُشرت على منصة Research Square، أن المومياوات تعود إلى فترة زمنية تتراوح بين 100 و4000 عام، وتميزت بحفظ أنسجتها الرخوة نتيجة توقف عملية التحلل، ما يجعلها أول دليل موثق عالميًا على مومياوات طبيعية لقطط كبيرة.
وأشار الفريق إلى أن الكهوف التي عُثر فيها على البقايا خالية من مصادر المياه، مرجحين أن الفهود قد سقطت عرضًا عبر حفرة كارستية ولم تتمكن من الخروج.
ومن بين 20 جمجمة مكتشفة، تبيّن أن ستة منها تعود إلى فهود بالغة، بينما البقية تعود إلى أشبال تتراوح أعمارها بين 6 و24 شهرًا، كما كشفت البقايا الموجودة في الكهف الرئيسي عن تسعة أشبال، ما يعزز فرضية استخدام الفهود لهذه الكهوف كملاجئ محتملة لصغارها.
ويُعد هذا الاكتشاف إضافة مهمة لفهم تاريخ انتشار الفهود (Acinonyx jubatus) في شبه الجزيرة العربية، خاصة أن أعدادها تراجعت بشكل حاد بسبب الصيد الجائر وفقدان الموائل، قبل أن تختفي من المنطقة منذ عقود.