10 أكتوبر 2025
عبير الهاجري تكتب: تعزيز التوازن بين التحول الرقمي والتوطين 

رؤية وطنية يقودها الإصرار والإعلام والابتكار
على مدى أربعة أعوام من العمل الوطني المتواصل، رسخت دولة الإمارات نموذجًا فريدًا في الجمع بين التحول الرقمي الشامل والتوطين النوعي، عبر برنامجها الوطني الرائد “نافس”، الذي أصبح عنوانًا للتمكين والجاهزية للمستقبل.

إنه ليس برنامجًا إداريًا، بل فكر قيادي متكامل يعكس رؤية الإمارات في بناء اقتصاد معرفي يُعلي من قيمة الإنسان قبل المنصب، ويجعل من الكفاءة الوطنية شريكًا رئيسًا في مسيرة التنمية.

الحكومة والتحول الرقمي كدعامة للتوطين
نجحت الحكومة الإماراتية في بناء بنية تحتية رقمية متقدمة تمكّن من تقديم الخدمات بذكاء وأمان، وتدعم توظيف التقنيات الحديثة في خدمة الإنسان والمجتمع.

ومع هذه القاعدة الرقمية، جاءت السياسات التحفيزية التي شجعت على توظيف المواطنين في القطاع الخاص، لتتحول الاستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي إلى أداة فاعلة لتمكين الكفاءات الإماراتية من اكتساب المهارات الجديدة والدخول بثقة إلى سوق العمل المتطور.

"نافس": حجر الزاوية في التمكين الوطني
منذ انطلاقه، أثبت برنامج “نافس” أنه أكثر من مبادرة حكومية؛ فهو منصة حياة وفرص.

من خلال برامجه التدريبية والتطويرية، ساهم في تأهيل الكوادر الوطنية وفق احتياجات القطاعات الحيوية، بما يعزز القدرة التنافسية للمواطن الإماراتي ويضمن استدامة النمو الاقتصادي على أسس متينة من الكفاءة والابتكار.

تجاوز فجوة المهارات الرقمية... برؤية واقعية ومتكاملة
في زمن تتسارع فيه التقنيات، قد تبدو وفرة المهارات الرقمية تحديًا أمام بعض الكفاءات الوطنية، لكن القيادة الإماراتية التي تبني عالمًا متكامل الرؤية وتضع الشباب في محور اهتمامها، لا يمكن أن تتجاهل طاقاتهم أو تستبدل حضورهم بالتقنية.

فهي تدرك أن الرقمية وسيلة، أما الإنسان فهو القيمة، وأن المستقبل الذي تسعى إليه الدولة يقوم على الإنسان المبدع لا على الأدوات وحدها.

ولهذا فإن الإمارات، وهي تعيد هيكلة سوق العمل وفق التحول الرقمي، إنما تفعل ذلك لضمان استمرار تمكين الشباب وتطوير مهاراتهم، لتبقى طاقاتهم جزءًا أصيلاً من عملية البناء الوطني.

إن الدولة التي استثمرت في الإنسان، ستظل دومًا تدعم أغلى ثرواتها… شباب الإمارات، فهم الامتداد الحقيقي لنهضتها والعنوان المستمر لرؤيتها.

الإعلام... شريك التنمية وصوت التوطين
يدرك القادة في الدولة أن نجاح أي مشروع وطني لا يكتمل دون إعلام واعٍ ومؤثر.

من هنا، برز الدور الحيوي للإعلام الإماراتي في تعزيز الوعي بمفهوم التوطين ونشر قصص النجاح الوطنية، عبر مبادرات مثل برنامج “إعلاميين” التابع لمجلس الإمارات للإعلام، الذي يُعد جسرًا بين طاقات الشباب ورؤية الدولة في التحول الرقمي.

فالإعلام هنا لا يكتفي بالنقل، بل يصنع التأثير ويعزز الثقة المجتمعية في مشاريع الوطن الكبرى.

التنمية المستدامة: ثمرة التوازن بين الإنسان والتقنية
إن تكامل جهود التحول الرقمي، والدعم الحكومي، والتأهيل المستمر، والإعلام الوطني، جعل من الإمارات نموذجًا في بناء اقتصاد معرفي تنافسي يقوم على الإنسان المبدع القادر على العطاء والابتكار.

وهكذا تتحول سياسات التوطين من مجرد أهداف تشغيلية إلى مشروع وطني للتنمية المستدامة يعزز العدالة الاجتماعية ويصنع أجيالًا قادرة على قيادة المستقبل بثقة.

رؤية صاحب السمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان
يؤكد صاحب السمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، أن التوطين ليس خيارًا اقتصاديًا فحسب، بل قرار استراتيجي لبناء أجيال قادرة على قيادة المستقبل.

ويشدد سموه على أهمية تمكين أبناء الإمارات من المشاركة في القطاع الخاص بما يتوافق مع متطلبات العصر، مثمنًا دور المؤسسات الوطنية التي تهيئ بيئة جاذبة تُبرز الطاقات الإماراتية وتُكرّس الإبداع في خدمة الوطن.

ويقول سموه: "التوطين ليس خياراً اقتصادياً فحسب، بل هو قرار استراتيجي يبني أجيالاً قادرة على قيادة المستقبل. ومستقبل الإمارات مزدهر بفضل الثقة التي تضعها القيادة في أبناء الوطن".

ختامًا
كل الامتنان والوفاء لصاحب السمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، على رؤيته الحكيمة التي وضعت ثقة الوطن في أبنائه، ورسخت الإيمان بأن التحول الرقمي الحقيقي يبدأ بالإنسان الإماراتي نفسه.

فبهذه القيادة، تمضي الإمارات نحو مسيرة وطنية مزدهرة ومستقبل رقمي واعد، يُضيء دروب الأجيال القادمة بثقة وعزيمة لا تعرف التراجع.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكترونى

كل التعليقات

طلبات الخدمات
تواصل معنا
جميع الحقوق محفوظة لصالح سعادة نيوز© 2025
Powered by Saadaah Enterprises FZ LLE