كشف استطلاع حديث أجرته منصة "Reviews.org" الأمريكية أن المستهلكين باتوا يحتفظون بهواتفهم الذكية لفترات أطول من أي وقت مضى، حيث أظهرت النتائج أن متوسط مدة استخدام الهاتف الواحد يبلغ نحو عامين وخمسة أشهر قبل استبداله.
وأفاد التقرير، الذي شمل عينة من 1000 مشارك في الولايات المتحدة، بأن الأجهزة التي طُرحت قبل أكثر من أربع سنوات ما زالت تُستخدم على نطاق واسع حتى سبتمبر 2025، في مؤشر على تغيّر سلوك المستهلكين تجاه ترقية هواتفهم.
وأشار الاستطلاع إلى أن الاعتبارات المالية أصبحت العامل الأبرز وراء هذا الاتجاه، إذ يفضّل كثير من المستخدمين شراء أجهزة مستعملة أو مُجددة بدلًا من اقتناء أحدث الإصدارات بسبب ارتفاع الأسعار، خاصة في فئة الهواتف الرائدة التي تجاوزت أسعار بعضها حاجز الألف دولار.
وبيّن التقرير أن نحو 29% من المشاركين يخططون لتبديل هواتفهم خلال العام المقبل، بينما ذكر 13% أنهم لا يُقدمون على ذلك إلا في حال تلف أجهزتهم أو فقدانها.
ويرى خبراء التكنولوجيا أن هذا التحول يعكس نضج سوق الهواتف الذكية عالميًا، حيث لم تعد الترقيات السنوية توفر قفزات كبيرة في الأداء أو المزايا، ما يدفع المستهلكين إلى الاحتفاظ بأجهزتهم لفترات أطول، خاصة مع تحسّن جودة التصنيع وزيادة عمر البطاريات وتوفر التحديثات البرمجية لفترات ممتدة.
كما أشار محللون إلى أن الاتجاه نحو الاقتصاد الدائري وإعادة استخدام الأجهزة المستعملة يسهم في تقليل النفايات الإلكترونية، ويعزز الوعي البيئي لدى المستهلكين، وهو ما يشكل توجهًا متناميًا لدى شركات التكنولوجيا الكبرى حول العالم.