حلت الشيخة الدكتورة أميمة القاسمي شخصية "مؤثر إيجابي" من أخبار سعادة لهذا الأسبوع.
وكتبت الدكتورة أميمة عبر حسابها على منصة إكس تغريدة ناقشت فيها قضية المشاركة المفرطة على وسائل التواصل الاجتماعي، لتتسائل: هل نشارك أكثر مما ينبغي؟".
وافتتحت "القاسمي" مناقشتها: في عصر تتربع فيه وسائل التواصل الاجتماعي على قمة حياتنا اليومية، أصبحت منصات مثل تيك توك وإنستغرام وفيسبوك و اكس X ، ساحات مفتوحة لمشاركة كل تفاصيل حياتنا، من اللحظات السعيدة إلى التحديات اليومية. ولكن، في خضم هذه الثورة الرقمية، يبرز سؤال مهم: هل نشارك أكثر مما ينبغي؟ وما هي العواقب المحتملة للمشاركة المفرطة (Oversharing)؟.
وتابعت "القاسمي": المشاركة المفرطة تعني نشر تفاصيل حساسة أو شخصية بشكل مفرط على منصات عامة، حيث يمكن للغرباء، وحتى المتابعين العاديين، الوصول إلى معلومات لا تُعتبر ضرورية ولا آمنة للكشف عنها. على سبيل المثال، نجد على تيك توك مقاطع فيديو لأشخاص يتحدثون عن أزمات حياتهم الخاصة بتفصيل دقيق، سواء كان ذلك حول الخلافات العائلية، المشاكل النفسية، أو حتى القضايا المالية. في حين أن هذا قد يبدو في البداية كطريقة للتعبير أو البحث عن دعم المجتمع الرقمي، إلا أن النتائج قد تكون غير متوقعة وغير مستحبة على المدى الطويل.
وأوضحت "القاسمي" مجموعة من النقاط التي تمثل التحديات المستقبلية للمشاركة المفرطة، معلقة: التأثير على السمعة الشخصية يعد من أخطر التحديات، حيث أن المعلومات التي نشاركها على الإنترنت تبقى موجودة بشكل أو بآخر. ما يبدو كمنشور بريء اليوم قد يؤثر على فرص العمل أو العلاقات المستقبلية. تخيل أن صاحب عمل مستقبلي يكتشف مقاطع فيديو تُظهر لحظات ضعف أو خلافات شخصية، قد يكون هذا سببًا في تغيير نظرتهم إليك. من ناحية أخرى، التعرض للاستغلال أو الابتزاز يُعتبر تهديدًا حقيقيًا. فالمعلومات الشخصية التي يتم نشرها علنًا قد تُستخدم ضد الشخص من قبل أفراد لديهم نوايا سيئة، سواء كان ذلك في استغلال المشاعر أو حتى التهديد بالكشف عن معلومات خاصة في مقابل مكاسب معينة. الخصوصية والعلاقات الاجتماعية هي الأخرى قد تتأثر بشكل كبير. نشر خلافات عائلية أو صراعات شخصية يمكن أن يؤدي إلى توتر العلاقات أو فقدان الثقة بين الأفراد. الكثير من الأمور يجب أن تبقى ضمن الدائرة المقربة فقط، حيث أن مشاركة الجمهور قد تتسبب في تضخيم المشكلات وتفاقمها. التأثير على الصحة النفسية يمثل تحديًا آخر، إذ قد يشعر الفرد لاحقًا بالندم أو الحرج نتيجة لما شاركه، وقد يزيد التعرض للنقد والتنمر من حدة الأزمات النفسية التي يمر بها الشخص في الأساس.
كما طرحت "القاسمي" الحلول الممكنة، لتتابع: لتجنب هذه التحديات، يجب أن نبدأ بتطبيق بعض الإجراءات البسيطة ولكن الفعّالة. أولاً، ضبط الخصوصية يُعد خطوة أساسية. من المهم مراجعة إعدادات الخصوصية للتأكد من أن المحتوى الخاص بنا متاح فقط لأشخاص نثق بهم. ثانيًا، الوعي بما نشاركه هو مفتاح لتجنب المشاركة المفرطة. قبل نشر أي محتوى، يجب أن نسأل أنفسنا: “هل هذه المعلومات ضرورية للنشر؟ هل يمكن أن تؤثر سلبًا عليّ في المستقبل؟” الإجابة على هذه الأسئلة تساعد في تقليل المخاطر المرتبطة بالمشاركة.
كما زادت "القاسمي" الحلول الممكنة موضحة أن الاحتفاظ بالتفاصيل الشخصية الخاصة هو خيار حكيم. ليس كل ما يحدث في حياتنا يجب أن يصبح موضوعًا للنشر. يجب أن نحترم خصوصيتنا ونكون أكثر حذرًا بشأن ما نكشفه للعامة. وفي النهاية، من المهم التوقف عند الإحساس بعدم الارتياح. إذا شعرنا بعدم الارتياح تجاه شيء قد نشرناه، فيجب علينا أن لا نتردد في تعديله أو حذفه. في بعض الأحيان، القليل من التأني يمكن أن ينقذنا من مشكلات أكبر في المستقبل.
ونصحت "القاسمي" بضرورة الوصول إلى إلى حالة من التوازن الرقمي: يجب أن يكون استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة للتواصل والتعبير بشكل واعٍ ومسؤول، وليس للتفريط في خصوصيتنا. إذا تمكنا من تعزيز ثقافة الاستخدام المسؤول لتلك المنصات، فسوف نكون قادرين على الاستفادة من مزاياها دون الوقوع في فخ المشاركة المفرطة.
وأكدت "القاسمي" مقولتها: الوعي بمخاطر Oversharing هو الخطوة الأولى نحو خلق بيئة رقمية أكثر أمانًا واستدامة.
والشيخة الدكتورة أميمة بنت عبدالعزيز بن حميد القاسمي، أستاذة أكاديمية، حاصلة على دكتوراه في إدارة الأعمال، مهتمة بالشأن الإقتصادي، الإجتماعي والإنساني، كما أنها باحثة في الشؤون الإقتصادية، متطلّعة لاستقرار الشرق الأوسط والوحدة الخليجية.
عملت الشيخة أميمة في وزارة شؤون الرئاسة مديرا لشؤون المشاريع وكان لها دور في ملف التوطين مبادرة "أبشر" المتعلقة بالقطاع الخاص ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية للحصول على درجة الدكتوراه في إدارة الأعمال من جامعة وستكليف ايرفاين كالفورنيا وتمت مناقشة موضوع أطروحة الدكتوراه حول (العوامل المؤثرة في الدول المنتجة للنفط: دراسة على دولة الإمارات العربية المتحدة).
تمتلك الشيخة أميمة خبرة كبيرة في مجال الاقتصاد الدائري وآثاره التجارية، وهي من خريجي معهد الاقتصاد الدائري بالمملكة المتحدة، وجرى الاعتراف بحماسها لريادة الأعمال على نطاق واسع عبر الساحة العالمية.