31 أكتوبر 2025
قبل الافتتاح العالمي.. كل ما تحتاج معرفته عن المتحف المصري الكبير

يترقب العالم حدثًا ثقافيًا وتاريخيًا استثنائيًا يتمثل في افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يعد أكبر مشروع أثري وثقافي في القرن الحادي والعشرين، ويأتي هذا المتحف ليجسد رؤية مصر في الحفاظ على تراثها التاريخي وتقديمه للعالم في قالب حديث يجمع بين الأصالة والتطور التكنولوجي.

جدول المحتويات
•    فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير
•    موقع المتحف المصري الكبير
•    المساحة وتصميم المتحف المصري الكبير
•    التصميم المعماري للمتحف المصري الكبير
•    محتويات المتحف المصري الكبير
•    مجموعة توت عنخ آمون
•    قاعات العرض الدائمة والمؤقتة
•    مركز الترميم والبحث العلمي في المتحف المصري الكبير
•    المتحف المصري الكبير أول متحف أخضر في أفريقيا
•    الاستعدادات للحدث العالمي
•    أهمية المتحف المصري الكبير لمصر والعالم
•    العلاقة بين المتحف المصري الكبير والمتحف المصري في التحرير

فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير
جاءت فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير بهدف تخفيف الضغط عن المتحف المصري القديم في ميدان التحرير، الذي لم يعد قادرًا على استيعاب الكم الهائل من الآثار المصرية المكتشفة على مدار العقود الماضية. 

كما تهدف مصر من خلال هذا المشروع إلى بناء مركز عالمي يعرض كنوز الحضارة المصرية بطريقة حديثة تلائم الزائر المعاصر وتبرز عظمة مصر القديمة أمام العالم أجمع.

موقع المتحف المصري الكبير
يقع المتحف المصري الكبير في موقع استراتيجي مميز عند بداية طريق القاهرة – الإسكندرية الصحراوي بمحافظة الجيزة، على بعد نحو كيلومترين فقط من هضبة الأهرامات، هذا الموقع يمنح الزائر مشهدًا بانوراميًا رائعًا للأهرامات الثلاثة، مما يجعل المتحف امتدادًا طبيعيًا لأحد أهم مواقع التراث العالمي.

يُعد اختيار هذا الموقع دقيقًا ومدروسًا، إذ يسهل الوصول إليه من العاصمة المصرية القاهرة عبر شبكة من الطرق الحديثة، مثل الطريق الدائري ومحور 26 يوليو، إلى جانب قربه من مطار القاهرة الدولي. 

وقد تم تصميم البنية التحتية المحيطة بالمتحف لتسهيل حركة الزوار والسياح، مع تخصيص مواقف واسعة للحافلات والسيارات وخطوط نقل مباشرة من المناطق السياحية والفنادق الكبرى.

المساحة وتصميم المتحف المصري الكبير
تبلغ مساحة المتحف المصري الكبير نحو نصف مليون متر مربع، أي ما يقارب خمسين هكتارًا، مما يجعله من أكبر المتاحف في العالم المخصصة لحضارة واحدة. 

تم تصميم المشروع ليضم مرافق ثقافية وترفيهية متعددة، بحيث لا يقتصر على عرض الآثار فقط، بل يقدم تجربة متكاملة تجمع بين التعليم والترفيه والبحث العلمي.

يشمل التصميم قاعات عرض رئيسية ضخمة، وساحات خارجية واسعة، ومنطقة تجارية تضم مطاعم ومقاهي ومتاجر للهدايا التذكارية، بالإضافة إلى مركز عالمي للترميم والأبحاث الأثرية. 

كما يحتوي المتحف على قاعات مخصصة للمؤتمرات والمحاضرات، وأخرى للعروض المؤقتة والمعارض الدولية، بما يعزز دوره كمؤسسة ثقافية متكاملة وليست مجرد مكان للعرض فقط.

التصميم المعماري للمتحف المصري الكبير
يتميز المتحف المصري الكبير بتصميمه المعماري الفريد الذي يجمع بين روح الحضارة المصرية القديمة والطابع العصري الحديث، وتم اختيار تصميمه من خلال مسابقة عالمية شارك فيها أكثر من 1500 مكتب هندسي من مختلف دول العالم، وفاز بها مكتب هندسي أيرلندي.

يتكون المبنى من هيكل هرمي ضخم بواجهة حجرية مائلة بلون الرمال المصرية، ما يجعله متناسقًا مع البيئة المحيطة، فالمدخل الرئيسي للمتحف يطل مباشرة على هضبة الأهرامات، ويضم تمثال الملك رمسيس الثاني الذي يزيد ارتفاعه على عشرة أمتار ليستقبل الزوار في بهو الدخول الرئيسي.

الفراغات الداخلية صُممت على نحو يتيح للزائر التنقل بسهولة بين القاعات المختلفة، مع توزيع مدروس للإضاءة الطبيعية والاصطناعية، واستخدام مواد بناء تساعد في الحفاظ على درجة حرارة مناسبة لحماية الآثار.

محتويات المتحف المصري الكبير
من المقرر أن يضم المتحف أكثر من مئة ألف قطعة أثرية تمثل مختلف مراحل الحضارة المصرية القديمة، بدءًا من عصور ما قبل الأسرات وحتى العصر اليوناني الروماني، وتُعرض هذه القطع وفق تسلسل زمني وثقافي يتيح للزائر فهم تطور الحضارة المصرية عبر آلاف السنين.

مجموعة توت عنخ آمون
من أبرز المقتنيات داخل المتحف المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون، والتي تضم أكثر من خمسة آلاف قطعة أثرية، تُعرض للمرة الأولى مجتمعة منذ اكتشاف المقبرة في وادي الملوك عام 1922، وتشمل هذه المجموعة الأقنعة الذهبية والعربات الملكية والأسلحة والمجوهرات والتماثيل الصغيرة، وقد خُصصت لها قاعات عرض مجهزة بأحدث أنظمة الإضاءة والحماية للحفاظ عليها من العوامل البيئية.

قاعات العرض الدائمة والمؤقتة
يضم المتحف المصري الكبير أيضًا قاعات عرض دائمة تروي قصة مصر القديمة من خلال معروضات مرتبة زمنياً، إلى جانب قاعات للمعارض المؤقتة التي ستستضيف مجموعات من متاحف عالمية أو موضوعات خاصة تتعلق بالحضارة المصرية، وقد تم تصميم هذه القاعات لتكون تفاعلية، حيث يمكن للزوار استخدام الشاشات الرقمية وتقنيات الواقع الافتراضي للتعرف على المعلومات التاريخية بطريقة حديثة وجاذبة.

مركز الترميم والبحث العلمي في المتحف المصري الكبير
يُعد مركز الترميم داخل المتحف المصري الكبير من أكبر مراكز الترميم في الشرق الأوسط والعالم، إذ يضم مجموعة من المختبرات المتخصصة في ترميم الأخشاب والمعادن والنسيج والبردي، ويستخدم المركز تقنيات حديثة لتحليل المواد الأثرية والحفاظ عليها، ويعمل به فريق من الخبراء المصريين والدوليين.

ويُعتبر هذا المركز جزءًا من رسالة المتحف التعليمية والبحثية، حيث يستقبل طلابًا وباحثين من الجامعات المصرية والدولية، ويتيح لهم فرص التدريب العملي على أحدث أساليب الحفظ والترميم، كما يهدف المركز إلى إنشاء قاعدة بيانات رقمية للقطع الأثرية المصرية لتوثيقها وحمايتها للأجيال القادمة.

المتحف المصري الكبير أول متحف أخضر في أفريقيا
يتميز المتحف المصري الكبير بكونه أول متحف في أفريقيا والشرق الأوسط يحصل على شهادة EDGE Advanced للمباني الخضراء، ويعكس هذا الاعتراف العالمي التزام مصر بتطبيق معايير الاستدامة البيئية في مشروعاتها الكبرى.

تم تصميم المتحف ليكون صديقًا للبيئة من خلال تقليل استهلاك الطاقة والمياه، واستخدام أنظمة تهوية طبيعية، وإضاءة موفرة للطاقة، إضافة إلى الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، كما تم تنفيذ نظام متكامل لإدارة النفايات وإعادة التدوير بما ينسجم مع أهداف التنمية المستدامة لرؤية مصر 2030.

هذا التوجه يجعل المتحف المصري الكبير نموذجًا رائدًا يجمع بين الحفاظ على التراث والابتكار في البناء الحديث، ويعزز مكانة مصر كدولة تجمع بين الحضارة العريقة والرؤية المستقبلية.

الاستعدادات للحدث العالمي
تجري الاستعدادات على قدم وساق لافتتاح المتحف المصري الكبير في احتفالية عالمية يوم الأول من نوفمبر، بحضور عدد من رؤساء الدول ووزراء الثقافة والسياحة وشخصيات عالمية من مجالات الفن والآثار.

تشمل التحضيرات النهائية تجهيز قاعات العرض بأحدث أنظمة الإضاءة الذكية، وتركيب الشاشات التفاعلية واللوحات الإرشادية بثلاث لغات، بالإضافة إلى تطوير الساحات الخارجية المطلة على الأهرامات لتستقبل آلاف الزوار في أجواء احتفالية تعكس وجه مصر الحضاري.

سيشهد حفل الافتتاح عروضًا فنية وموسيقية تحكي قصة الحضارة المصرية عبر العصور، مع مشاركة فرق دولية ومصرية لتقديم رؤية معاصرة لتاريخ مصر القديم.

أهمية المتحف المصري الكبير لمصر والعالم
يمثل افتتاح المتحف المصري الكبير نقلة نوعية في مجال المتاحف على مستوى العالم، فهو لا يقتصر على عرض الآثار فقط، بل يعبر عن فلسفة جديدة في تقديم التراث الإنساني، ويعزز هذا المشروع من مكانة مصر كمركز عالمي لدراسة علم المصريات، ويعيد وضعها على خريطة السياحة الثقافية العالمية.

ومن المتوقع أن يستقطب المتحف ملايين الزوار سنويًا، ما يسهم في تنشيط السياحة وزيادة العائدات الاقتصادية، كما سيوفر المشروع آلاف فرص العمل في مجالات متعددة مثل الإرشاد السياحي وإدارة المتاحف والتسويق الثقافي والخدمات اللوجستية.

على الصعيد العالمي، سيصبح المتحف المصري الكبير وجهة للعلماء والباحثين والمهتمين بالحضارات القديمة، ومركزًا للحوار الثقافي بين الشرق والغرب، مما يعزز مفهوم الدبلوماسية الثقافية لمصر.

العلاقة بين المتحف المصري الكبير والمتحف المصري في التحرير
على الرغم من ضخامة المتحف المصري الكبير، فإنه لا يُعد بديلاً للمتحف المصري القديم في ميدان التحرير، بل مكملًا له. 

المتحف القديم سيستمر في عرض بعض المجموعات المميزة التي تمثل هوية المتحف التاريخية، بينما سيضم المتحف الكبير القطع الكبرى التي تحتاج إلى مساحات عرض أوسع وتقنيات حفظ متقدمة.

بهذا التكامل، تقدم مصر نموذجًا متطورًا في إدارة تراثها الأثري، من خلال توزيع المقتنيات بما يضمن الحفاظ عليها وعرضها بشكل مثالي للجمهور المحلي والدولي.

الخاتمة
المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى جديد للآثار، بل هو مشروع حضاري متكامل يعبر عن روح مصر التي تجمع بين الماضي والمستقبل.

من موقعه الفريد قرب الأهرامات، وتصميمه المعماري المذهل، ومحتواه الأثري الفريد، إلى اعتماده على مبادئ الاستدامة والبحث العلمي، يمثل المتحف المصري الكبير إنجازًا ثقافيًا وإنسانيًا غير مسبوق.

عندما تفتح أبواب المتحف رسميًا، سيشهد العالم ولادة وجهة ثقافية جديدة تعيد تعريف تجربة زيارة المتاحف، وتجعل من مصر مرة أخرى مركزًا عالميًا للحضارة والمعرفة. 

المتحف المصري الكبير سيكون علامة خالدة على قدرة الإنسان على صون تاريخه وتقديمه للأجيال القادمة بأسلوب يليق بعظمة هذا الإرث الإنساني الفريد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكترونى

كل التعليقات

طلبات الخدمات
تواصل معنا
جميع الحقوق محفوظة لصالح سعادة نيوز© 2025
Powered by Saadaah Enterprises FZ LLE