1 أكتوبر 2025
من الوقاية إلى العلاج.. كل ما تحتاج معرفته عن صحة القلب في 2025

يُصادف اليوم الإثنين، اليوم العالمي للقلب، الذي يُحتفل به سنوياً في التاسع والعشرين من سبتمبر، ليكون محطة عالمية مهمة للتوعية بأمراض القلب والأوعية الدموية، التي تُعد السبب الأول للوفاة على مستوى العالم.

وتولي دولة الإمارات اهتماماً خاصاً بهذه المناسبة من خلال تنظيم الفعاليات التوعوية، وإطلاق المبادرات الصحية التي تهدف إلى تعزيز أنماط الحياة الصحية، ونشر الثقافة الطبية، وتشجيع المجتمع على إجراء الفحوص المبكرة لحماية القلب.

يأتي الاحتفاء باليوم العالمي للقلب هذا العام ليؤكد على أهمية تعزيز الوعي المجتمعي بطرق الوقاية والعلاج، في ظل تزايد المخاطر المرتبطة بأنماط الحياة غير الصحية، مثل التدخين وقلة النشاط البدني، وارتفاع معدلات السمنة والضغط والسكري.

جدول المحتويات
•    أهمية اليوم العالمي للقلب
•    طرق الوقاية من أمراض القلب
•    أحدث الابتكارات في علاج أمراض القلب
•    المبادرات الوطنية في الإمارات
•    دور التقنيات الحديثة في الإمارات
•    الأثر الصحي والاقتصادي
•    أسباب الجلطة القلبية وعوامل الخطر
•    الوقاية من الجلطة القلبية

أهمية اليوم العالمي للقلب
يشكّل اليوم العالمي للقلب فرصة لتسليط الضوء على أبرز عوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب، مثل ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، التدخين، قلة الحركة، والسمنة.

ويدعو هذا اليوم إلى تعزيز السلوكيات الصحية التي من شأنها حماية القلب وتقليل معدلات الوفيات، كما يُبرز أهمية الفحوص الدورية والتشخيص المبكر للأمراض القلبية، باعتبارها مفتاحاً لتقليل المخاطر وإنقاذ الأرواح.

وتُعد الإمارات نموذجاً في المنطقة بفضل المبادرات الوطنية التي أطلقتها مؤسساتها الصحية للوقاية من أمراض القلب، عبر حملات التوعية المجتمعية، وتطوير مراكز طبية متقدمة، والاستثمار في الذكاء الاصطناعي لتشخيص الحالات بدقة أكبر.

طرق الوقاية من أمراض القلب
تؤكد الدراسات الطبية أن 80% من أمراض القلب يمكن الوقاية منها عبر اتباع أسلوب حياة صحي، وتشمل أهم طرق الوقاية:

* اتباع نظام غذائي متوازن: غني بالخضراوات والفواكه والبروتينات الصحية، وتقليل استهلاك الدهون المشبعة والأطعمة المصنعة.

* ممارسة النشاط البدني: بما لا يقل عن 150 دقيقة أسبوعياً، أو 30 دقيقة يومياً من التمارين الهوائية مثل المشي السريع أو السباحة.

* الإقلاع عن التدخين: حيث يُعتبر التدخين من أبرز عوامل الخطر التي تؤثر على القلب والشرايين.

* الحفاظ على الوزن الصحي: عبر مزيج من الغذاء المتوازن والنشاط البدني المنتظم.

* إدارة الضغط النفسي: عبر تقنيات الاسترخاء والنوم الجيد.

* الفحوص الطبية المنتظمة: للكشف المبكر عن ارتفاع ضغط الدم، الكوليسترول أو السكري.

ويُشير الأطباء إلى أن التحديات التي تواجه الوقاية تشمل السمنة المتزايدة بين الشباب، وصعوبة تغيير العادات اليومية، إلى جانب العوامل الاقتصادية والثقافية التي تحد من التزام بعض الأفراد بنمط الحياة الصحي.

أحدث الابتكارات في علاج أمراض القلب
تشهد دولة الإمارات طفرة في مجال التقنيات الطبية لعلاج أمراض القلب، ومن أبرز هذه الابتكارات:

* الذكاء الاصطناعي: يُستخدم لتشخيص أمراض القلب والتنبؤ بالمخاطر بدقة وسرعة أعلى.

* استبدال الصمام التاجي عبر القسطرة: لتجنب الجراحة المفتوحة في حالات تضيق الصمام الشديد.

* الجراحة الروبوتية: التي توفر دقة متناهية في إصلاح صمامات القلب.

* العلاج بالكي الكهربائي: لمعالجة اضطراب نبضات القلب المزمنة.

هذه التقنيات الحديثة تعزز فرص الشفاء وتُقلل من فترات التعافي، ما يجعل الإمارات مركزاً طبياً إقليمياً متقدماً في مجال أمراض القلب.

المبادرات الوطنية في الإمارات
بمناسبة اليوم العالمي للقلب، نظّمت وزارة الصحة ووقاية المجتمع بالتعاون مع الهيئات الصحية عدداً من المبادرات الوطنية الهادفة إلى رفع مستوى الوعي والحد من معدلات الإصابة، ومن أبرز هذه المبادرات:

* المبادرة الوطنية لتعزيز صحة القلب تحت شعار لا تفوت النبضة، والتي أطلقتها "أطباء الإمارات".

* تأسيس الأكاديمية الوطنية للإنعاش القلبي وبرامج تدريبية متقدمة للأطباء والممرضين.

* العيادات المتنقلة والمستشفى الميداني للقلب لتوفير الرعاية المباشرة للمجتمع.

* برنامج سفراء الإمارات للقلب، الذي يعمل على نشر التوعية بين فئات المجتمع المختلفة.

وتهدف هذه المبادرات إلى رفع جاهزية الكوادر الطبية، وتدريب فرق الاستجابة الطارئة، إلى جانب تعزيز الوعي المجتمعي حول طرق الوقاية من الأمراض القلبية.

دور التقنيات الحديثة في الإمارات
تركّز المؤسسات الطبية في الإمارات على توظيف التكنولوجيا الحديثة لتحسين خدمات القلب، ومنها:

* القسطرة التداخلية: لتصحيح أمراض القلب الخلقية دون الحاجة للجراحة.

* تحليل الصور الطبية بالذكاء الاصطناعي: للتشخيص المبكر واتخاذ القرارات العلاجية السريعة.

* البرامج البحثية والتطويرية: التي تُنفذ بالتعاون مع مؤسسات عالمية لتبادل الخبرات.

هذا التوجه يعكس رؤية الإمارات في أن تكون مركزًا إقليميًا للرعاية الصحية المتقدمة، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة.

الأثر الصحي والاقتصادي
تُظهر الإحصائيات أن أمراض القلب والأوعية الدموية تتسبب في وفاة أكثر من 17 مليون شخص حول العالم سنوياً، وتشكل نحو 22% من الوفيات في الإمارات، لذلك فإن تعزيز الوقاية والتشخيص المبكر لا يقتصر على حماية الأرواح، بل يُسهم أيضاً في خفض التكاليف الاقتصادية الناتجة عن علاج الحالات المتقدمة.

وتسعى المبادرات الإماراتية إلى تحقيق أثر ملموس عبر نشر ثقافة الفحص المبكر، وزيادة جاهزية الكوادر الطبية، وتبني أحدث الابتكارات العالمية في العلاج.

أسباب الجلطة القلبية وعوامل الخطر
تُعد الجلطة القلبية أو النوبة القلبية من أبرز المشكلات الصحية المهددة للحياة، وترتبط بعدد من عوامل الخطر التي يمكن التحكم في بعضها والوقاية منها، ومن أهم أسباب الجلطة القلبية: 

1. التدخين: يُعتبر التدخين المباشر والسلبي من أبرز أسباب الجلطة القلبية لدى الرجال والنساء، حيث يضر بصحة الشرايين ويزيد فرص انسدادها.

2. السمنة وزيادة الوزن: الوزن الزائد يزيد من احتمالية الإصابة بجلطات القلب، نظراً لارتباطه بأمراض مثل السكري، ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول.

3. قلة النشاط البدني: عدم ممارسة الرياضة بانتظام يؤدي إلى تراكم الدهون وارتفاع مستويات الكوليسترول، ما يعزز خطر الإصابة بالجلطات.

4. التوتر والإجهاد النفسي: الضغوط المستمرة والتوتر المزمن من العوامل التي ترتبط بشكل مباشر بزيادة فرص الإصابة بأمراض القلب.

5. عوامل غير قابلة للتغيير: مثل التقدم في العمر (أكثر من 45 عاماً للرجال و55 عاماً للنساء)، بالإضافة إلى وجود تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب والجلطات.

الوقاية من الجلطة القلبية
الوقاية تبدأ من تبني نمط حياة صحي يساعد في حماية القلب وتقليل عوامل الخطر:

* ممارسة الرياضة بانتظام (30 دقيقة يومياً) تساعد على تعزيز صحة القلب وخفض الكوليسترول.

* الإقلاع عن التدخين نهائياً يقلل من مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية بشكل ملحوظ.

* اتباع نظام غذائي متوازن غني بالخضروات والفواكه وقليل الدهون المشبعة يحافظ على صحة القلب.

* السيطرة على التوتر عبر تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو اليوغا لتقليل الضغط النفسي على القلب.

* المتابعة الطبية المستمرة لعلاج أمراض مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، مما يساهم في الوقاية من أعراض الجلطة القلبية.

الخاتمة
يُبرز اليوم العالمي للقلب أهمية تعزيز الوعي الصحي وتشجيع المجتمع على تبنّي أنماط حياة صحية تحمي القلب، وتأتي الجهود الوطنية في الإمارات لتؤكد التزام الدولة بالتصدي لأمراض القلب عبر المبادرات التوعوية، والتقنيات الحديثة، والتعاون مع المؤسسات العالمية.

إن الحفاظ على صحة القلب مسؤولية فردية ومجتمعية في آن واحد، تبدأ بخطوات بسيطة مثل ممارسة الرياضة، تناول الغذاء الصحي، والإقلاع عن التدخين، لكنها تُحدث فرقًا كبيرًا في خفض معدلات الإصابة والوفيات، وفي كل عام، يظل اليوم العالمي للقلب دعوة مفتوحة للجميع: احمِ قلبك.. لتحيا حياة أطول وأكثر صحة. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكترونى

كل التعليقات

طلبات الخدمات
تواصل معنا
جميع الحقوق محفوظة لصالح سعادة نيوز© 2025
Powered by Saadaah Enterprises FZ LLE