14 أكتوبر 2025
مريم عبدالرحمن الزرعوني بعد تتويجها كأفضل حكم دولي في فرنسا: أردتُ أن أثبت أن المرأة العربية المحجبة قادرة على التميز رغم التحديات (حوار)

حققت الإماراتية مريم عبدالرحمن إنجازًا لافتًا بتتويجها بلقب أفضل حكم دولي في بطولة التضامن المفتوحة التي أقيمت في فرنسا 🇫🇷، لتضيف إنجازًا جديدًا لرصيد التحكيم النسائي العربي في الساحات الدولية.

في هذا الحوار، تتحدث مريم لـ أخبار سعادة، عن كواليس المشاركة، والتحديات التي واجهتها، ودوافعها، وخططها القادمة.

● في البداية.. كيف استقبلتِ خبر اختيارك كأفضل حكم دولي في البطولة؟ وماذا يمثل لك هذا التكريم؟
منذ قررتُ المشاركة، وضعت هدفًا واضحًا أمامي: أن أتوج كأفضل حكم دولي في فرنسا، ليس فقط من أجل إنجاز شخصي، بل لإبراز كفاءة الكوادر الوطنية الإماراتية في التحكيم الرياضي. لحظة الإعلان عن اختياري كانت مؤثرة جدًا، خاصة بعد أن نلت اللقب نفسه في بطولة دولية داخل الدولة في مايو الماضي.
هذا التكريم يمثل محطة فارقة في مسيرتي؛ لأنه يثبت أن هناك حكّامًا إماراتيين – رجالًا ونساءً – قادرين على التميز عالميًا متى ما أُتيحت لهم الفرصة. وفي رياضة يغلب عليها الطابع الذكوري، أردت أن أثبت أن المرأة العربية، المسلمة، والمحجبة قادرة على المنافسة والتفوّق رغم غياب الدعم أو قلته.

● ما أبرز التحديات التي واجهتك خلال مشاركتك في البطولة؟ وكيف تعاملتِ معها؟
أهم التحديات كانت مالية ولوجستية، إذ لم يكن هناك دعم رسمي، لكن والدتي وزوجي تكفّلا بمساعدتي حتى أحقق هذا الحلم. أيضًا، شعرت بالعزلة كوني العربية الوحيدة وسط حكّام يعرف بعضهم بعضًا ضمن منظومة الاتحاد الدولي. لكنني كسرت هذا الحاجز، وتواصلت، وبنيت شبكة علاقات قوية.
حتى مشاركة الغرفة مع حكم دولي لا أعرفه كانت تجربة مختلفة، لكنها منحتني نضجًا مهنيًا وإنسانيًا سأظل أفتخر به.

● كيف ترين تطور التحكيم النسائي العربي؟ وهل بدأت المرأة تأخذ مكانتها؟
المرأة العربية مؤهلة تمامًا للتمثيل المشرف، لكن التحدي الحقيقي يكمن في البيئة الداعمة. في الإمارات، نحظى بقيادة تؤمن بتمكين المرأة، وهذا ما يدفعني للاستمرار. لكن هناك فجوة بين هذا الدعم على مستوى الرؤية، وبعض الممارسات الفردية التي قد تُعيق تقدم المرأة في التحكيم الرياضي.
نحتاج إلى فرص عادلة، وإبراز قصص النجاح، وتفعيل الدعم الإعلامي والرياضي حتى تظهر أسماء إماراتية على الساحة الدولية بشكل أكبر.

● ما العوامل التي ساعدتك في الوصول إلى هذه المرحلة؟ وهل هناك من تُدينين له بالفضل؟
بالتأكيد، والدايَ وزوجي لهما الفضل الأول بعد الله. قدما لي الدعم المادي والمعنوي، وكانا السند الحقيقي في هذه الرحلة. كذلك، إيماني برسالتي وإصراري على التواصل مع الاتحادات الدولية بنفسي رغم غياب التسهيلات، لعب دورًا كبيرًا في الوصول لهذا الإنجاز.
لم أتلقَّ دعمًا مباشرًا من اتحاد التايكواندو المحلي، لكنني قررت ألا أنتظر، وأن أبدأ بنفسي، لعلّ هذه الخطوة تكون بداية لتغيير أكبر.

● ما خططك القادمة؟ وهل هناك أهداف تسعين لتحقيقها قريبًا؟
أطمح للمشاركة في بطولات كبرى مثل الجراند بري والأولمبياد، وتمثيل الإمارات بما يليق برؤية قيادتها. كما أعمل على بناء شبكة علاقات دولية، والبحث عن رعاة محليين يدعمون الحكّام الإماراتيين، خصوصًا النساء، في البطولات العالمية.
هدفي هو تأسيس قاعدة قوية لحكّام إماراتيين معتمدين عالميًا، وأن أكون من أوائل من مهدوا هذا الطريق لمن يأتي بعدي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكترونى

كل التعليقات

طلبات الخدمات
تواصل معنا
جميع الحقوق محفوظة لصالح سعادة نيوز© 2025
Powered by Saadaah Enterprises FZ LLE