يحذر الأطباء وخبراء التغذية من عادة يستخف بها كثيرون: تخطي وجبة الإفطار، فهذه الوجبة ليست مجرد بداية ليوم جديد، بل عنصر أساسي للحفاظ على توازن الجسم والطاقة العقلية والبدنية بعد ساعات الصيام أثناء النوم، ويؤكد المتخصصون أن تناول الإفطار بانتظام يساعد في تحسين التركيز، وتنشيط عملية التمثيل الغذائي، ودعم الصحة العامة على المدى الطويل.
وفي هذا السياق، كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة نينغشيا الصينية ونشرتها مجلة Nutrients، أن تجاهل الإفطار بصورة مستمرة قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بمشكلات صحية خطيرة، وشمل البحث تحليل بيانات تسع دراسات عالمية تضم عشرات الآلاف من المشاركين، لتقييم أثر تخطي الوجبة الصباحية على مؤشرات الصحة.
وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين لا يتناولون الإفطار بانتظام ترتفع لديهم احتمالات الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي بنسبة تتراوح بين 10 و26%، وهي مجموعة اضطرابات تشمل السمنة وارتفاع ضغط الدم ومستويات السكر والكوليسترول.
كما أشارت النتائج إلى أن هؤلاء الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالسمنة التدريجية وارتفاع السكر في الدم مقارنة بمن يلتزمون بتناول الإفطار يومياً.
وأكد الباحثون أن الانتظام في تناول وجبة الإفطار قد يساهم في الوقاية من أمراض القلب والسكري والأوعية الدموية، عبر الحفاظ على استقرار مستويات الطاقة وسرعة الحرق في الجسم.
كما حذرت دراسات سابقة من أن تخطي الإفطار قد يؤثر سلباً على وظائف الدماغ والمزاج، ويرتبط بزيادة احتمالات القلق والاكتئاب، فيما بيّنت أبحاث أخرى أن تأخير الوجبة الصباحية أكثر من ساعة لدى كبار السن قد يرفع خطر الوفاة المبكرة.
ويخلص الخبراء إلى أن إهمال وجبة الإفطار ليس سلوكاً بسيطاً أو اختياراً عارضاً، بل عادة ترتبط بشكل مباشر بارتفاع مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة، داعين إلى جعلها جزءاً ثابتاً من الروتين اليومي للحفاظ على صحة مستدامة ومتوازنة.