14 أكتوبر 2025
د. ميادة عكاوي تكتب في ثالث حلقاتها الرمضانية عبر منصة أخبار سعادة: "الاعتدال والتوازن "

تقدم الدكتورة ميادة عكاوي، استاذة التفسير وعلوم القرآن بجامعة الحكمة العالمية في بنسلفانيا بأمريكا، في ثالث حلقاتها الرمضانية عبر منصة أخبار سعادة، بعنوان "الاعتدال والتوزان.

  وجاءت ثالث حلقات، ميادة عكاوي كالتالي: الاعتدال والتوازن فنٌ من فنون الحياة يتجسد من خلاله مفهوم الحياة المتكاملة التي تدعونا إلى التوسط بين الإفراط والتفريط، بين العمل والراحة، وبين الدنيا والآخرة، القرآن الكريم كدستور حياة، يوجهنا نحو هذا التوازن المثالي، ليشكل هذا المبدأ القرآني حياتنا اليومية ويعزز من رفاهيتنا الروحية والمادية.

وأضافت: تنطوي دعوة القرآن الكريم إلى التوازن في العلاقات مع الآخرين على سر عجيب، وقاعدة قرآنية بليغة في قوله تعالى:{ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ}[الرحمن:20]، هذه الآية تشير إلى فن التعامل مع الآخرين والتوازن، فلا نقتحم خصوصية الآخرين بكثرة الانغماس والتدخل بالشؤون الشخصية، ولا نجفو بطول الغياب، فنحافظ على رقي العلاقات وجمالها ودوامها، ويدعو القرآن الكريم أيضاً إلى التوازن في العطاء والاقتصاد، والاعتدال في الإنفاق، بحيث لا يُسرف ولا يُقتر" يبخل ويقصر" قال تعالى:{وَٱلَّذِينَ إِذَآ أَنفَقُوا۟ لَمْ يُسْرِفُوا۟ وَلَمْ يَقْتُرُوا۟ وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًۭا}[الفرقان: 67].

وتابعت: نجد عناية القرآن بالعقل فيدعوه إلى الاعتدال في الفكر والعقيدة، واستخدامه في فهم النصوص، وألا يكون هناك تعصب فكري أو ديني، كما يدعو إلى عدم الانغماس في الدنيا أو التفريط في الآخرة والتوازن بين التمتع بالدنيا مع السعي للطاعات والعبادات ، قال تعالى: { وَابْتَغِ فِيمَآ ءَاتَاكَ ٱللَّهُ ٱلدَّارَ ٱلْءَاخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ ٱلدُّنْيَا} [القصص: 77] ، فيا لرقي هذا الخلق القرآني البديع الذي يحمل النفس الإنسانية على التمتع بنعم الله والعبادة بطاقة إيجابية، والتواصل الحضاري المتوازن .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكترونى

كل التعليقات

طلبات الخدمات
تواصل معنا
جميع الحقوق محفوظة لصالح سعادة نيوز© 2025
Powered by Saadaah Enterprises FZ LLE