واحدة من الصحابيات الشهيرات اللاواتي عاصرن عهد النبوة وكان لهن مواقف في التاريخ لا تنسي هي الصحابية الجليلة فاطمة بنت أسد رضي الله عنها أم علي بن أبي طالب
هي فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف زوجة أبي طالب عم الرسول محمد ﷺ، والدة علي بن أبي طالب، وأم الرسول التي نشأ بين يديها بعد وفاة والدته أمنة بنت وهب وكفالة عمه له، أسلمت فاطمة بنت أسد بعد عشرة من المسلمين وكانت الحادية عشرة منهم والثانية من النساء، بعد خديجة بنت خويلد زوجة الرسول محمد، هاجرت إلى المدينة المنورة وتوفيت في السنة 4 هـ ودفنت في مقبرة البقيع.
تزوجت فاطمة بنت أسد من أبي طالب فقط وكانت أول أمرأة هاشمية تتزوج رجلًا هاشميًا،، والمشهور عنها أنها كانت تعتني برسول الله (ص) فتجوع وتشبعه وتعرى وتكسيه وتمنع نفسها طيب الطعام وتطعمه تريد بذلك وجه الله الكريم عزّ وجلّ والدار الآخرة، كما نعاها رسول الله (ص) بمثل تلك الكلمات عندما توفيت فلا ريب انه (ص) كان ينـزلها بمنـزلة أمّه ويكرمها في حياتها ومماتها.
كانت أوّل امرأة هاجرت إلى رسول اللَّه من مكّة إلى المدينة على قدميها، وكانت من أبرّ النّاس برسول اللَّه، فسمعت فاطمة رسول اللَّه وهو يقول: «إنّ النّاس يحشرون يوم القيامة عراة كما ولدوا»، فقالت: وا أسوأتاه، فقال لها رسول اللَّه فإنّي أسأل اللَّه أن يبعثك كاسية.
وفي الرواية انه لما ماتت فاطمة أم علي بن ابي طالب، ألبسها رسول الله (ص) قميصهثمّ كفّنت بعد ذلك فوقه واضطجع في قبرها ودعا لها، منادياً الذي يحيي ويميت وهو حيّ دائم لا يموت: «اغفر لأمي فاطمة بنت اسد ولقّنها حجتها وأوسع عليها في مدخلها فانك أرحم الراحمين»، فقالوا لرسول الله (ص): ما رأيناك صنعت ما صنعت بهذه، فقال (ص): «... ان هذه المرأة كانت أمي بعد أمي التي ولدتني، إن أبا طالب كان يصنع الصنيع وتكون له المأدبة، وكان يجمعنا على طعامه، فكانت هذه المرأة تفضّل منه، كله نصيبنا، فأعود فيه. وان جبرئيل (ع) أخبرني عن ربي عزّ وجل انها من أهل الجنة...».